اختُطف ثلاثة عمال مساعدة إنسانية غربيين مساء السبت من مخيم للاجئين تابع للبوليساريو في رابوني قرب تيندوف حسب إعلان السلطات الجزائرية والصحراوية الأحد 23 أكتوبر.
وقال البوليساريو في بيان "المختطفون تسللوا من الأراضي المالية... على متن سيارة رباعية الدفع واستخدموا الأسلحة النارية. ثم عاد الإرهابيون أدراجهم مع الرهائن". وجرح في الهجوم إسباني وحارس صحراوي حسب البيان.
وتم تعريف الرهائن بأنهم الإيطالية روسيلا أورو من اللجنة الدولية لتنمية الشعوب التي تتخذ من روما مقرا لها وعاملي المنظمات غير الحكومية الإسبانية إنريك غونيالون من منظمة مندبات الباسكية وأنوا فيرنانديز دي رينكون من جمعية الصداقة الصحراوية إستراميدورا.
هذا الاختطاف دفع السلطات الصحراوية إلى إعادة تقيم وضعها الأمني. ممثل البوليساريو بالجزائر العاصمة قال لمغاربية إن هذا الهجوم هو الأول من نوعه في المنطقة.
وجاء الهجوم بعد يومين فقط من غارة الجيش الموريتاني على القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في غابة واغادو . وبحسب مصدر أمني موريتاني، فإن فرع القاعدة بالمغرب الإسلامي بقيادة المختار بلمختار (المكنى لعور) هو المسؤول عن الاختطاف.
من جهة أخرى أرسل رئيس جبهة البوليساريو محمد ولد عبد العزيز الأحد 23 أكتوبر بيانا إلى الأمم المتحدة يقول فيه إن البوليساريو "اتخذ إجراءات لملاحقة خاطفي 3 متعاونين أوربيين من مخيمات اللاجئين الصحراويين".
وبحسب البيان "يبدو أن أحد الرهائن وهو الإسباني إنريكو غونيالون جُرح إلى جانب حارس صحراوي".
وأوضح أنطونيو ريوس نائب رئيس جمعية أصدقاء الشعب الصحراوي أنه تم إطلاق عدة طلقات نارية عند الاعتداء.
وتساءل البعض في الجزائر العاصمة عن دوافع هذا الهجوم الذي جاء قبل زيارة الرئيس المالي إلى الجزائر العاصمة.
وأشارت الخبر إلى أن الرئيس الجزائري بوتفليقة ونظيره المالي توري توماني كانا سيتباحثان قضايا الأمن من جملة قضايا أخرى، وأن توقيت هذا الحادث يهدف إلى التشكيك في قدرة الجزائر على ضمان أمن المنطقة.
ويشير المحلل بشير ولد ببانه إلى أن موقع الهجوم في الصحراء الغربية المتنازع بشأنها قد يربط البوليساريو بنشاط القاعدة في المغرب الإسلامي.
أما الخبير الأمني عبد الرحمن ولد زين فعلق على الموضوع قائلا "إذا صح أن هؤلاء الأوروبيين قد تم اختطافهم قرب مدينة تيندوف من طرف عناصر القاعدة فهذا يعني أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي نقل الصراع من البؤرة التقليدية في موريتانيا ومالي اللتين شكلتا مسرحا لعملياته خلال السنتين الماضيين".
وأضاف "تنظيم القاعدة يريد أن يقول بأنه مستعد وقادر على المواجهة"، موحيا أن عملية القاعدة بالمغرب الإسلامي قد تكون إشارة على التوتر بين التنظيم وشركائه الصحراويين. وحذر من المزيد من الهجمات في المستقبل القريب نتيجة لذلك.
وأشار إلى انتشار الأسلحة الليبية كتفسير للانتقال الجغرافي لعمليات القاعدة بالمغرب الإسلامي.
في سياق هذه الأحداث، توجه قائد أركان الجيش الجزائري قايد صلاح إلى تيندوف السبت لتأمين الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد خاصة للتصدي لمهربي الأسلحة الليبية.
ويرى الربيع ولد إدومو الخبير في الفكر الإرهابي أن "منطقة الصحراء الغربية لا يوجد بها استقرار وتعاني من ضعف التغطية الأمنية وأصبحت منطقة للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ومهربي المخدرات وهذا يجدد الدعوة لجميع الأطراف المتصارعة بتسريع حل سلمي".
وأضاف أن هناك أيضا مرتزقة "تختصر مهمتهم في اختطاف الرهائن وبيعهم للقاعدة، لكن ظاهرة المرتزقة تساهم الدول الأوربية في وجودها بشكل كبير وخاصة إسبانيا وفرنسا اللتان تقومان بدفع الفدية لإطلاق الرعايا".
وختم ولد إدومو بالقول "هذه المسألة تضر الدول الفقيرة كثيرا وتشكل تحديا لمطالب الأمم المتحدة المتكررة بعدم دفع الفدية للخاطفين. وما لم تتوقف الفدية، فإن ظاهرة الاختطاف ستتواصل باعتبارها مصدرا للعيش بالنسبة للمرتزقة".