السؤال :
ما صحة حديث: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يبول قائمًا فنهاه عن ذلك ؟
الجواب :
ما صحة حديث: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يبول قائمًا فنهاه عن ذلك ؟
الجواب :
هذا حديثٌ ضعيفٌ لا يثبت
خرجه ابن حبان (ج2/ رقم 1420 ) من طريق هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعًا : ( لا تبل قائمًا ) ، قال ابن حبان : ( أخاف أن يكون ابن جريج لم يسمع من نافع هذا الخبر ) .
قُلْتُ : وقد صحَّ ظنُّ ابن حبان ، فقد رواه عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عبد الكريم بن أبي المخارق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبول قائمًا ، فقال : ( يا عُمر ، لا تبل قائمًا ) ، فما بُلت قائمًا بعدُ .
أخرجه الترمذي ( 1/ 17) معلقًا ، ووصله ابنُ ماجه (308) ، وابنُ المنذر في ( الأوسط ) (ج1 / رقم 284) ، وابنُ عدي في ( الكامل ) (5/ 1987) ، وتمام الرازي في ( الفوائد) (148) ، والحاكم في ( المستدرك ) (1/ 185) ، والبيهقي في ( السنن الكبير ) (1/ 102) ، فظهر من هذا التخريج أن ابن جريج دلَّس ابن أبي المخارق وأسقطه ، وكان قبيح التدليس كما قال الدارقطني : ( تجنب تدليس ابن جريج ، فإنه قبيحُ التدليس ، لا يدلس ، إلا ما سمعه من مجروح ) ، وعبد الكريم ضعيف ، وتركه جماعةٌ من النقاد ، ولذلك قال ابنُ المنذر : ( هذا لا يثبتُ ) ، أما الشوكاني فنقل في ( السيل الجرار ) (1/ 67) أن السيوطي صحَّحه !! فربما نظر السيوطي إلى رواية ابن حبان ، وأهمل تدليس ابن جريج ، والسيوطي متساهل كما هو معلوم ، ثم إن الحديث عند ابن حبان عن ( ابن عمر ) ، والمعروف أنه عن ( عمر ) ، فلا أدري أهذا اختلاف في السند أم وقع سقط في كتاب ابن حبان ؟!
والحديث ضعفه النووي في ( المجموع ) (2/ 84) ، وقال الترمذي : ( وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم … وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث ) . اهـ .
قُلْتُ : والترمذي يشير بكلامه هذا إلى أن الصواب وقفه ، فأخرجه ابنُ أبي شيبة في ( المصنف ) (1/ 124) ، وابنُ المنذر في ( الأوسط ) (1 / 338) ، والبزار ( ج1/ رقم 244) ، وأبو بكر النجار في ( مسند عمر ) (ق166 / 2) ، والطحاويُّ في ( شرح المعاني ) (4/ 268) ، من طرق عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر قال : ( ما بُلت قائمًا منذ أسلمتُ ) . قال ابنُ المنذر : ( ثبت عن عمر ) ، وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) (1/ 216) : ( رجاله ثقات ) ، وسندُهُ صحيحٌ ، لكن أخرج ابن أبي شيبة ( 1/ 123 ) ، والطحاوي (4/ 268) من طريقين عن الأعمش ، عن زيد بن وهب قال : رأيتُ عمر بن الخطاب بال قائمًا ، زاد الطحاوي : ( فأجنح - يعني : مال - حتى كاد يُصرع ) ، وسنده صحيحٌ أيضًا ، ولا يُعلُّ بتدليس الأعمش ؛ لأن شعبة رواه عنه عند الطحاوي ، وقد ثبت عن شعبة أنه قال : ( كفيتكم تدليس ثلاثة : الأعمش ، وقتادة ، وأبي إسحاق السبيعي ) .
فظاهر الأثرين التناقض ، وقد جمع بينهما بعضُ أهل العلم ، فقال ابن المنذر في ( الأوسط ) (1/ 338) : ( فقد يجوز أن يكون عمر - إلى الوقت الذي قال فيه هذا القول - يعني : ما بُلت قائمًا - لم يكن بال قائمًا ، ثم بال بعد ذلك ، فرآه زيد بن وهب ، فلا يكون حديثاه متضادين ) ، وكذلك قال الطحاوي .
خرجه ابن حبان (ج2/ رقم 1420 ) من طريق هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعًا : ( لا تبل قائمًا ) ، قال ابن حبان : ( أخاف أن يكون ابن جريج لم يسمع من نافع هذا الخبر ) .
قُلْتُ : وقد صحَّ ظنُّ ابن حبان ، فقد رواه عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عبد الكريم بن أبي المخارق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبول قائمًا ، فقال : ( يا عُمر ، لا تبل قائمًا ) ، فما بُلت قائمًا بعدُ .
أخرجه الترمذي ( 1/ 17) معلقًا ، ووصله ابنُ ماجه (308) ، وابنُ المنذر في ( الأوسط ) (ج1 / رقم 284) ، وابنُ عدي في ( الكامل ) (5/ 1987) ، وتمام الرازي في ( الفوائد) (148) ، والحاكم في ( المستدرك ) (1/ 185) ، والبيهقي في ( السنن الكبير ) (1/ 102) ، فظهر من هذا التخريج أن ابن جريج دلَّس ابن أبي المخارق وأسقطه ، وكان قبيح التدليس كما قال الدارقطني : ( تجنب تدليس ابن جريج ، فإنه قبيحُ التدليس ، لا يدلس ، إلا ما سمعه من مجروح ) ، وعبد الكريم ضعيف ، وتركه جماعةٌ من النقاد ، ولذلك قال ابنُ المنذر : ( هذا لا يثبتُ ) ، أما الشوكاني فنقل في ( السيل الجرار ) (1/ 67) أن السيوطي صحَّحه !! فربما نظر السيوطي إلى رواية ابن حبان ، وأهمل تدليس ابن جريج ، والسيوطي متساهل كما هو معلوم ، ثم إن الحديث عند ابن حبان عن ( ابن عمر ) ، والمعروف أنه عن ( عمر ) ، فلا أدري أهذا اختلاف في السند أم وقع سقط في كتاب ابن حبان ؟!
والحديث ضعفه النووي في ( المجموع ) (2/ 84) ، وقال الترمذي : ( وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم … وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث ) . اهـ .
قُلْتُ : والترمذي يشير بكلامه هذا إلى أن الصواب وقفه ، فأخرجه ابنُ أبي شيبة في ( المصنف ) (1/ 124) ، وابنُ المنذر في ( الأوسط ) (1 / 338) ، والبزار ( ج1/ رقم 244) ، وأبو بكر النجار في ( مسند عمر ) (ق166 / 2) ، والطحاويُّ في ( شرح المعاني ) (4/ 268) ، من طرق عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر قال : ( ما بُلت قائمًا منذ أسلمتُ ) . قال ابنُ المنذر : ( ثبت عن عمر ) ، وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) (1/ 216) : ( رجاله ثقات ) ، وسندُهُ صحيحٌ ، لكن أخرج ابن أبي شيبة ( 1/ 123 ) ، والطحاوي (4/ 268) من طريقين عن الأعمش ، عن زيد بن وهب قال : رأيتُ عمر بن الخطاب بال قائمًا ، زاد الطحاوي : ( فأجنح - يعني : مال - حتى كاد يُصرع ) ، وسنده صحيحٌ أيضًا ، ولا يُعلُّ بتدليس الأعمش ؛ لأن شعبة رواه عنه عند الطحاوي ، وقد ثبت عن شعبة أنه قال : ( كفيتكم تدليس ثلاثة : الأعمش ، وقتادة ، وأبي إسحاق السبيعي ) .
فظاهر الأثرين التناقض ، وقد جمع بينهما بعضُ أهل العلم ، فقال ابن المنذر في ( الأوسط ) (1/ 338) : ( فقد يجوز أن يكون عمر - إلى الوقت الذي قال فيه هذا القول - يعني : ما بُلت قائمًا - لم يكن بال قائمًا ، ثم بال بعد ذلك ، فرآه زيد بن وهب ، فلا يكون حديثاه متضادين ) ، وكذلك قال الطحاوي .