أودّ التنبيه على أن هذه النقاط ذكرتها تتعلّق برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية؛
النقاط هي:
1.السكت بين الضاد الساكنة والضاد المتحركة. كيف ذلك؟
نعلم أن الضاد المشددة ما هي إلا ضادين أولاهما ساكنة والثانية متحركة, فنجد البعض عندما ينطق الضاد الأولى (الساكنة) يسكت بعدها سكتة لطيفة قبل أن ينطق الضاد الثانية (المتحركة). [الدكتور أيمن سويد]
2.إضعاف صوت الذال والثاء والظاء جداً حتى لا تفهم على القارئ ما هذا الحرف الذي ينطقه, يكاد يلامس طرف لسانه أطراف الثنايا. [الدكتور أيمن سويد]
3.إخراج الفاء من أطراف الثنيتين العلييين مع الجزء الخارج من الشفة السفلى. والصواب أن الفاء تخرج من أطراف الثنيتين العلييين مع بطن الشفة السفلى. قال الإمام ابن الجزري: ( .....ومن بطن الشفة ^^ فالفا مع اطراف الثنايا المشرفة ). [شرح الجزرية للدكتور أيمن سويد]
4.نعلم أن حرف اللِّين لا يمد أصلاً إلا إذا تلاه ساكن عارض عند الوقف أو ساكن لازم, ولم يتلُ حرفَ لينٍ ساكنٌ لازمٌ إلا في بداية سورة مريم وسورة الشورى في (كهيعص) و(عسق) وذلك في حرف العين.
والذي يتلوه ساكن عارض يُمَدُّ بمقدار حركتين أو أربع أو ست.
ونعلم أن المد العارض للسكون مقداره حركتان أو أربع أو ست.
والخطأ الذي يقع هو زيادة مقدار مد اللين عن مقدار المد العارض للسكون؛ لأن المد العارض للسكون يكون إما أطولَ أو مساوياً لمد اللين. [الإمام ابن الجزري]
5.زيادة مقدار المد المنفصل أكثر من المد المتصل أو العكس من طريق الشاطبية, والحق أنهما متساويان من طرق الشاطبية إما أن يمدا كليهما أربع حركات وإما أن يمدا كليهما خمس حركات. [الشيخ محمود خليل الحصري]
6.يجب على القارئ التسوية في المد, فإذا كان يقرأ بمد المتصل أربع حركات أوخمساً وجب عليه أن يسير في جميع قراءته على هذا المقدار في جميع المدود المتصلة, ولا يجوز له أن يفاوت بينها فيمدَّ بعضها أربع حركات وبعضها خمسَ حركات؛ فإن ذلك –وإن لم يكن حراماً ولا مكروهاً شرعاً- معِيبٌ عند أئمة القراءة, ومنافٍ لجودة التلاوة. ويقال في المد المنفصل مثل هذا الكلام. [الشيخ محمود خليل الحصري]
7.تطويل المد عن مقداره الزائد حتى إنه ليزيد في مقدار المد الذي حقه أن يمد أربع حركات حتى يوصله إلى ست حركات, وهذا على خلاف ما يُذْكَرُ في كتب التجويد من أن المد الفلاني مقداره كذا والمد الفلاني مقداره كذا. وهذه مع أنها واضحة إلا أن بعض الناس يغفُل عنها.
8.عند إخفاء النون الساكنة أو التنوين عند حرف من حروف الإخفاء لابد من خروج صوت مركب من صوتين يخرجان في آن واحد؛ أحدُهما صوت من الخيشوم (غنة) وثانيهما صُوَيْتٌ من الفم.
ولكن هل تكون كميتا هذين الصوتين متساويتين؟
الجواب: إن الصوت الذي يخرج عند الإخفاء يكون مركباً من الآتي:
-70 إلى 75% صوت من الخيشوم.
-الباقي صويت من الفم.
فمن الخطإ إذَن أن نُغَلِّب الصويت الذي يخرج من الفم على الصوت الذي يخرج من الخيشوم, أو أن نجعلهما متساويين. [الدكتور أيمن سويد]
فائدة: الصوت الذي يخرج عند الإخفاء (وقد بيَّنَّا مم يُركَّب) يكون من حيث التفخيم أو الترقيق مجانسًا للحرف الذي يلي النون (أي الحرف الذي كان سبباً لإخفاء النون). [ذكره الدكتور أيمن سويد, ويطبِّقُه الشيخ الحذيفي في قراءته, وكذلك الشيخ الحصري]
9.بتر الصوت عند الوقف على ألِف مدِّيَّة أو واو مدية أو ياء مدية حتى فتتولد همزة ساكنة بعدها. مثلاً: يقف على كلمة: “خبيراً” فيسمعها السامع كأنها: “خبيراءْ”, ويقف على كلمة “يمشي” فيسمعها السامع كأنها “يمشيء”, ويقف على كلمة “تعولوا” فيسمعها السامع كأنها: “تعولوءْ”.
والصواب جعل الصوت يضمحلّ ويتلاشى تدريجياً حتى ينعدم. [الدكتور أيمن سويد]
10.بتر الصوت عند النطق بالحرف المقلقل فتتولد همزة ساكنة بعده, فتجد البعض يقف –على سبيل المثال- على كلمة: “العُقد” هكذا: “العقدءْ”. [الدكتور أيمن سويد]
11.الزيادة على حركتين عند الوقوف على ألف مدية أو واو مدية أو ألف مدية, فإنه لا يوجد حينئذ سبب للزيادة على حركتين لاهمز ولا سكون. استفدت هذه النقطة من أن الدكتور أيمن سويد ذكر أن المد هنا قدره حركتين, ولم يذكر أنه يزاد عليهما.
12.عند الإخفاء ينبغي لنا أن نجهِّز الفم على مخرج الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين طوال زمن الإخفاء وبعدها ننطق بالحرف.
بعض القراء لا يتنبهون لذلك فلا يفعلونه. [الدكتور أيمن سويد]
13.عند الوقوف على الراء المسبوقة بياء مدية أو لينية فإننا نقف عليها مرققة.
فمن الخطأ ما يفعله البعض من الوقوف عليها مفخمة.
قال الأمام ابن الجزري:
ورقِّقِ الراء إذا ما كسرت ^^^ كذاك بعد الكسر حيث سكنت
إن لم تكن من قبل حرف استعلا ^^^ أو كانت الكسرة ليست أصلاً. [الأمام ابن الجزري]
14.ترقيق بعض الحروف التي حقها التفخيم في بعض الكلمات, نحو: “يُخرِجْ”, “خمراً”.
قال الأمام ابن الجزري: .................................. ^^^ وسبع علوٍ (خص ضغط قظ) حصر. [الإمام ابن الجزري]
15.إخراج التاء مُشَمَّةً بالسين. [أخذتها من شيوخي الذين حفظت القرآن على أيديهم]
16.كلمات: “نضجت جلودهم”, “وجبت جنوبها”, “حصرت صدورهم”؛ يقع البعض عند قراءتها في أحد الأخطاء الآتية:
-عدم همس التاء.
-عدم تعطيش الجيم, فينطق بها رخوة.
-إخراج التاء دالاً.
وهذا خلاف القواعد التي ذكرها الشيخ الحصري في كتابه في باب صفات الحروف, وخلاف ماذكره الدكتور أيمن سويد في شرح الجزرية.
17.النطق بالواو عند البدء بها بسرعة, كما في: “وما أبرئ”, حتى إن السامع لا يكاد يسمعها وأحياناً لا يسمعها مطلقاً, فإنهم ينطقون بها بسرعة وأيضاً بدون ضم للشفتين. وهذا خلاف ما ذكره بعض العلماء من أنَّ أزمنة الحروف المتحركة تكون متساوية جميعها, وخلاف ما ذكروا من أن الواو تخرج بضم الشفتين.
18.تفخيم حروف حقها الترقيق بسبب مجاورتها لحروفٍ معينةٍ أو قربها منها, وهذا باب واسع يصعب علي حصره, لكن أكتفي بذكر بعض الأمثلة لكل حرف من هذه الحروف:
(1)الهمزة: كما في: “أعوذ”, “أقرب”, “الأقدمون”, “أصدق”, “أرسلنا”, “أُرسِل”, “أخفيتم”, “أَنظِرْني”, “أرى”, “الأرض”.
وكلمة “أعوذ” تفخيم الهمزة فيها يقع كثيراً من الذين يقرؤون بالقراءة البطيئة.
وكلمة “الأرض” أظن أنها أكثر موضع يقع فيه الخطأ حسب تتبعي لقراءة بعض القراء.
وكلمتا “الله”و”الرحمن” يحدث فيها تفخيم الهمزة عند البدء بها.
(2)الباء: “برق”, “البَقَرَ”, “بل ربكم”, “غضب الله”.
(3)التاء: “ترقى”, “تَغفر”, “ترحمْنا”, “تقول”, “ترجع”, “تنظر”, “ينتظر”.
(4)الثاء: “ثقلت”, “الثرى”.
(5)الجيم: “جريْن”.
(6)الحاء: “حصحص”, “أحطت”, “الحق”, “محظورا”, “يحض”.”
(7)الذال: “أَذَقنا”, “ذَرعًا”, “ذَروًا”.
(Coolالزاي: “زَرْعاً”, “الزقوم”.
(9)السين: “بسطت”, “يسطون”.
(10)الشين: “الشر”, “بشرر”.
(11)العين: “الشعراء”, “وعظت”, “عصيت”, “بعض”, “بعظم”, “يعصِ”.
(12)الفاء: “الفقر”, “فقست”, “فظلَّت”, “فظلْتم”, “فقال”, “فطال”, “صفصفًا”, “اكفر”, “فظًّا”, “انفضوا”, “انفقتم”, “كَفَر”.
(13)اللام: “ليتلطف”, “على الله”, “ولا الضالين”, “لقطعنا”, “إلى الصلاة”, “لظى”, “لرؤوف”, “لقضي”.
(14)الميم: “مخمصة”, “مرض”, “مريم”, “وما اختلف”, “مرقدنا”, “ثم انظروا”, “خمراً”, “القمرَ”, “منظرين”, “مااضطررتم”, “المصير”, “ولمن صبر”, “المغضوب”, “مَقَام”.
(15)النون: “نضجت”, “إن الله”, “كان الله”, “نقرؤه”, “نظر”, “اهدنا الصراط”, “من الظلمات”.
(16)الهاء: “رهقا”, “رهبة”.
(17)الواو: (وهي –حسب تتبعي- أوسع الحروف في هذا الباب, وأعم الحروف أيضاً؛ فإنه يقع من بعض القراء تفخيمها حتى ولو كان بعدها حرف مستفل أو حرف في أدنى درجات التفخيم): “وقال”, “وظن”, “وعصى”, “ورأى”, “وصدق”, “وراء”, “والله”, “ووضعنا”, “هو الله”, “واغفر”, “وغَفَر”, “واقصد”, “واغضض”.