الرئيسية
موضوع: مبرووك لقطر الإستضاف ¤ 7 أسباب جعلتها تكسب الرهان ¤ 
حققت قطر الإنجاز الكبير وباتت الدولة العربية الأولى التي تستطيع الفوز باستضافة أكبر حدث كروي في العالم ، كما نجحت روسيا بصنع مفاجأة كبرى حسب رأي كثيرين بهزيمة ملفات كانت واثقة من نفسها إلى درجة عمياء وهنا نحاول أن نشرح بعض الأسباب التي جعلت المعجزة إن جاز وصفها تحدث.
1- أن منطقتي شرق أوروبا والشرق الأوسط لم يسبق لهما استضافة هذا الحدث الكبير ، وباستثناء أستراليا فإن كافة المرشحين كانت مناطقهم قد نالت هذا الشرف من قبل لكن أستراليا فشلت في تسويق نفسها بل اعتمدت على الافتراضات المسبقة بأن أوروبا ستدعمها.
2- أن الزعماء في قطر وروسيا تدخلا بشكل مباشر في الحملة منذ أول يوم ولم يكتفيا بالتمثيل التشريفي كما فعل أوباما مثلاً أوثاباتيرو في اسبانيا ، هذا التدخل له وزنه بالتأكيد ويعكس اهتمام الحكومة والدولة بمثل هذا الحدث.
3- الاستقرار الاقتصادي الذي تتميز به روسيا وقطر ، فكلاهما يمتلك مخزونا عظيماً من الغاز ويحققان معدلات نمو ممتازة في الاقتصاد كما أن الأزمة العالمية مرت عليهم برداً وسلاماً ومن الواضح أنهما لن يواجها مشاكل أبداً في تمويل ملاعب وطرق مواصلات التي هي متطورة أصلاً بل وخطوط جوية ...هذا الموقف لا تتميز فيه من الدول المنافسة لروسيا أبداً فالبرتغال كادت أن تكون يونان ثانية وانجلترا تعاني من خسائر الوظائف المستمرة واسبانيا وضعها حرج أما هولندا وبلجيكا فحملتها كانت خجولة أصلاً....أما قطر فكانت استراليا واليابان فقط التي تشترك معها بهذه الصفة لكن الأولى لم تكن مقنعة والثانية كانت قد استضافت في 2002.
4- التكتيك الذكي الذي اعتمد على العلاقات المباشرة بعيداً عن العلاقات التاريخية أو الجغرافية ، فقد ساعد ابن همام بشكل واضح قطر على الفوز من خلال علاقاته الشخصية الممتازة مع ثمانية من أعضاء الهيئة التنفيذية كما أن روسيا استثمرت علاقات أبراموفتش ورجال أعمال كبار مع بعض الدول لحصد هذا الانتصار...هنا أضيف شهادة بروعة التكتيك الروسي من رفض بوتين القدوم كي لا يزيد من الضغوط على أعضاء الهيئة التنفيذية في موقف وضع كثيرين أمام صوت ضميرهم باختيار الأفضل.
5- الصحافة الإنجليزية دمرت بلادها ، فمن الواضح أن خروج انجلترا من الدور الأول ما كان ليحدث لولا أن قرر أعضاء الهيئة التنفيذية معاقبة تلك الدولة بسبب صحافتها التي حاولت أن تظهر أن كافة الأعضاء مرتشين سعياً منها لتأجيل التصويت فكان العقاب قاسياً جداً ونضيف إلى ذلك تصريحات المسؤولين الإنجليزي قبيل كأس العالم 2010 والتي اتهموا فيها دولاً عديدة بالفساد ليكون الرد يوم أمس.
6- الجدية حتى اللحظة الأخيرة ، فلا أخفيكم أنني كدت أن أغفو وأنا أشاهد العرض التقديمي لأستراليا أو اسبانيا والبرتغال أو انجلترا أو هولندا... لكنني صفقت لعروض روسيا واليابان وقطر لتنوع الأسلوب فيها والمتعة والمفاجأة وتواجد الإبداع بشكل واضح ... فقطر فاجأت الجميع باللغة الفرنسية واستخدمت العراق كمثال عن أهمية كرة القدم ثم جاءت الأميرة موزة بسؤالها المحرج "متى؟... والذي قصدت فيه بوضوح إما هذه المرة أو لا للأبد"....أما روسيا فقدمت مقاطع فيديو مميزة للغاية ولم يكن لديها أي عرض فيديو تقليدي، بصراحة هذا الفيديو جعل كثيرين ممن شاهدتهم يصرخون مع لحظة إعلان روسيا كلحظة إعلان قطر! .....
في هذه النقطة أكرر نقاشاً حصل مع صديق لي مطلع على التصويت فقال " ستخسر اسبانيا والبرتغال الحملة بسبب هذا العرض الممل جداً "...ويبدو أن كلامه تحقق فلم تحصل هذه الحملة على أي صوت إضافي من الأصوات التي كانت قد ضمنتها أصلاً.
7- أن التصفية النهائية لقطر كانت مع أمريكا وهي الدولة التي استضافت مونديالاً في الفترة الحديثة كما أن كثيرين لا يحبذوا توقيتها ، أما روسيا فكانت تصفيتها مع ملف مشترك وهو ما لا يحبذه بلاتر نفسه كما صرح في الماضي.
