الرئيسية
موضوع: مفاوضة قريش أبي طالب عم المصطفى وشيخ بني هاشم 
بدا لقريش أن توفد رجالا منها إلى أبي طالب عم المصطفى وشيخ بني هاشم لعلهم يستطيعون إقناعه بأن يحمل ابن أخيه على أن يكف عن دعوته التي فرقت كلمتهم ومزقت شملهم . ومشى وفدهم إلى أبي طالب فقالوا في تودد : - يا أبا طالب . إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسغه أحلامنا وضلل آباءنا . فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلى بيننا وبينه . فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ففنكفيكه ....
فقال لهم أبو طالب قولا وفيق وردهم ردا جميلا . فانصرفوا عنه وهم يرجون أن ينتهي هذا الأمر الذي أرق ليلهم وشغل نهارهم .... لكن المصطفى صلى الله عليه وسلم مضى على ما هو عليه , يظهر دين الله ويدعو إليه , حتى اشتد الموقف بين المسلمين والمشركين تباعدا و تضاغنا , ولم يعد لقريش حديث إلا عن محمد يحض بعضهم عليه بعضا .
وعاودوا الكلام مع عمه فقالوا : - يا أبا طالب . إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا . وإنا قد اسستنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا . وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين .
وعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم تطاوعه نفسه على خذلان ابن أخيه ...
وجاء المصطفى صلى الله عليه وسلم فسمع حديث عمه عن شكوى قومه ثم قال صلى الله عليه وسلم :
" ياعم . إني أريدهم على كلمة واحدة " . قالوا بصوت واحد : - كلمة واحدة ؟ نعم وأبيك . وعشر كلمات . فما هي ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " لا إله إلا الله " . ص 63
فانتفضوا مذعورين وخرجوا غضابا ينفضون ثيابهم ويهزون رءوسهم في رفض وإنكار :
" أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)"
قال له عمه بعد خروجهم : - يا ابن أخي . ابق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق .
رد المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد ظن أن عمه ضعف عن نصرته : " ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته " . واستعبر لم يملك دمعه وهو يوشك أن يفارق عمه الذي كان له أبا وكافلا وراعيا وصديق .
ناداه عمه وقد رآه يمضي حزينا آسفا : - أقبل يا ابن أخي . فأقبل عليه الصلاة والسلام ليسمع كلمة عمه أبي طالب : - اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت , فوالله لا أسلمك لشئ أبدا . ص 64
فقال لهم أبو طالب قولا وفيق وردهم ردا جميلا . فانصرفوا عنه وهم يرجون أن ينتهي هذا الأمر الذي أرق ليلهم وشغل نهارهم .... لكن المصطفى صلى الله عليه وسلم مضى على ما هو عليه , يظهر دين الله ويدعو إليه , حتى اشتد الموقف بين المسلمين والمشركين تباعدا و تضاغنا , ولم يعد لقريش حديث إلا عن محمد يحض بعضهم عليه بعضا .
وعاودوا الكلام مع عمه فقالوا : - يا أبا طالب . إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا . وإنا قد اسستنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا . وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين .
وعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم تطاوعه نفسه على خذلان ابن أخيه ...
وجاء المصطفى صلى الله عليه وسلم فسمع حديث عمه عن شكوى قومه ثم قال صلى الله عليه وسلم :
" ياعم . إني أريدهم على كلمة واحدة " . قالوا بصوت واحد : - كلمة واحدة ؟ نعم وأبيك . وعشر كلمات . فما هي ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " لا إله إلا الله " . ص 63
فانتفضوا مذعورين وخرجوا غضابا ينفضون ثيابهم ويهزون رءوسهم في رفض وإنكار :
" أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)"
قال له عمه بعد خروجهم : - يا ابن أخي . ابق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق .
رد المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد ظن أن عمه ضعف عن نصرته : " ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته " . واستعبر لم يملك دمعه وهو يوشك أن يفارق عمه الذي كان له أبا وكافلا وراعيا وصديق .
ناداه عمه وقد رآه يمضي حزينا آسفا : - أقبل يا ابن أخي . فأقبل عليه الصلاة والسلام ليسمع كلمة عمه أبي طالب : - اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت , فوالله لا أسلمك لشئ أبدا . ص 64
مَعَ المُصْطفى صَلى اللهُ عَليْه وَسَلم
دكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ
أستاذ التفسير والدراسات العليا كلية الشريعة بجامعة القرويين .
