أتناول في هذا الدرس موضوع نشأة الكون. لكن في البداية علينا أن نعلملماذا علينا أن ننفق من وقتنا لنقرأ أو نطالع شيئاِ عن الكون ونقارنه بما ذكر في قرآننا الصادق هذا المعجزة الإلهية؟ بمعنى آخر لماذا نتفكر في الكون؟
السبب هو لأننا بتفكرنا في خلق السماوات والأرض إنما ننفذ أوامر الله عز و جل لنا ونثبت في قلوبنا الإيمان به عز و جل،فالتفكر في خلق السماوات والأرض مدخلا عظيما من مداخل الإيمان بالله, ولذا حض عليه القرآن الكريم, كما حضت عليه السنةالنبوية المطهرة .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار صدق الله العظيم ( آل عمران:190 ـ191).
كما أنه بتفكرنا في السماء سنجد أننا أمام هذا الخلق العظيم الجبار، أياً كان ما نحن فيه من بلاء في الدنيا هو بالفعل أشياء صغيرة ومن الغريب أننا نقف أمام ما نحن فيه حيارى ولا نتوكل على الخالق جل وعلا واثقين أنه على كل شئ قدير.
لقد خلق الله تعالى هذا الكون كله على وسعه ودقته، ألا يستطيع أن يحل أصعب المشكلات علينا إذن. أمام هذا الإبداع في الخلق، نتيقن أن كل شئ على الله هين. كلنا بالطبع نثق بالله، لكن للثقة درجات. فانظر بعينك يا أخي واتظري بعينك يا أختي وتعجبوا وثقوا بالله أكثر وأكثر .
بسم الله الرحمن الرحيم
( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) صدق الله العظيم (غافر:57).
موضوع: رد: سلســلة الكون الأحد 31 أكتوبر 2010, 12:38
[color=#000000][color=#3A3A3A][font=Arial]
نشأة الكون
-----
كيف نشأنا؟ وكيف نشأت الأرض التي أورثها لنا؟
يهتم علم تأريخ الكونcosmology بمحاولة الوصول إلى الإجابة عن الأسئلة الثلاثة التالية:
1- من أين أتى الكون؟
2- وإلى أين يذهب وكيف ينتهى؟
3- وما حال الكون بين البداية والنهاية؟
ومع أن الإجابة على تلك التساؤلات أمر عسير فى الأوساط العلمية؛ إلا أن الإجابة الحقيقية الشافية لا توجد إلا فى القرآن الكريم, فمن روائع الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم أن نجد تاريخ الكون منذ مولده حتى نهايته مسطرا فى ثمان آيات محكمات من آيات أم الكتاب.
سأرى معكم إخواني و أخواتي في الله أول آية وأوجه الإعجاز فيها فتعالوا معي نبحر في محيط الكون وقدرة الخالق جل و علا
قوله تعالى :" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" صدق الله العظيم ( الأنبياء : 30),
[b]دعونا نقف لحظة هنا أولاً: (الرتق) في اللغة هو عكس (الفتق)، وفي معجم القاموس المحيط: فتقه أي شقَّه، وهاتين الكلمتين تُستخدمان مع النسيج، فعندما يمزق النسيج ويباعد بين خيوطه نقول (فتق الثوب)، والرتق هو العكس، أي جمع وضم هذا النسيج.
فسر علماؤنا في العصر الحديث هذه الآية على أنها تتحدث عن الانفجار العظيم ، وملخصها أن الكون كان كتلة صغيرة ثم انفجر وتباعدت أجزاؤه ثم شكل الذرات ومنها تشكلت النجوم والمجرات والشمس والقمر والأرض كما هو الوضع عليه اليوم. إلا أن علماء الفلك في تشيلي واليابان تمكنوا للمرة الأولى (عام 2009) من رؤية جزء من شبكة مجرات ترسم خريطة كونية لمجموعة تبعد نحو سبعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض. وأشار المرصد الأوروبي الجنوبي، إلى أن هذا الاكتشاف الذي يمكن رؤيته من خلال أكبر أجهزة التنظير في العالم يعتبر الأول من نوعه لبنية مجرات بهذا الحجم وعلى هذه المسافة، ويعطي هذا الاكتشاف مزيداً من المعلومات عن الخريطة الكونية وكيفية تكونها. وأوضح المرصد أن مجموعة المجرات تشكل خيوطاً تمتد على ملايين السنوات الضوئية وتشكل خريطة الكون، مؤكدين أن المجرات تتجمع حتى تشكل كتلاً كبيرة. يقول العالم بول ميلر أحد كبار علماء الفلك مؤكداً رؤيته لهذا النسيج: "إننا لا نكاد نشك بأننا وللمرة الأولى نرى هنا خيطاً كونياً صغيراً في الكون المبكر".وتأمل معي كيف يستخدم هذا العالم كلمة (نرى) للدلالة على أنه يرى فعلاً خيطاً من خيوط النسيج الكوني. ويؤكد أيضاً أنها المرة الأولى التي يرى فيها البشر خيوط هذا النسيج. انظروا معي إلى هذه الخيوط القوية والعظيمة، فالخيوط التي نعرفها على الأرض يكون سمكها أقل من مليميتر واحد، ولكن تصوروا معي خيطاً كونياً سماكته مئة ألف مليون مليون كيلو متر!!! هذه سماكة الخيط فقط فتصوروا معي كم يبلغ طوله!! وهذا أرفع خيط يمكن أن نصادفه في الكون... لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله! وانظروا معي كيف يتابع القرآن تفوقه على العلم من خلال كلمة (ففتقناهما)ففي هذه الكلمة يتجلّى كل النظام في عملية فتق الكون وتشكيل هذه المجرات التي نراها. فالعلم يسمي هذه العملية بالانفجار وكلمة (انفجار) لا تفيد إلا الفوضى، فلا يمكن للانفجار أن يكون منظماً أبداً. بينما الكلمات التي يستخدمها خالق هذا الكون هي كلمات واقعية: (الرتق) و(الفتق)، فالنسيج الكوني كان رتقاً ففتقه الله تعالى بقدرته.
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 600 * 450 و حجم 47KB. تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 600 * 450 و حجم 47KB.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
[b][b]بسم الله الرحمن الرحيم (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) الذاريات: 7-9][/b][/b]
[b][b]يقول الإمام الزمخشريرحمه الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ: إذا أجاد الحائك الحياكة قالوا ما أحسن حبكه). إذاً الإمام الزمخشري تحدث عن نسيج تم حبكه بإحكام. ولكن الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى له تفسير جميل وعجيب ويطابق مئة بالمئة ما يقوله اليوم علماء الغرب! فالإمام ابن كثير يقول: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ أي:حُبكت بالنجوم، ولو تأملنا المقالات الصادرة حديثاً عن هذا النسيج نلاحظ أن العلماء يقولون:إن الكون حُبك بالمجرات.[/b][/b]
[b][b][b][b]وقد أطلق العلماء النسيج الكوني»للتعبير عن بنية الكون لأنهم رأوا المجرات تصطف على خيوط دقيقة. فلو تأملنا أي خيط كوني سوف نجده خيطاً دقيقاً جداً بالمقاييس الكونية، فإذا علمنا بأن النجم الواحد يمتد في الفضاء لمسافة تساوي عدة ثوان ضوئية، فإن الخيط الكوني يمتد لعدة بلايين من السنوات الضوئية![/b][/b][/b][/b]
[b][b][b]والسؤال الذي يطرحه العلماء: مَن الذي صمّم هذا النسيج ومَن الذي حرَّك هذه المجرات وجعلها تصطف على هذه الخيوط المحكمة؟[/b][/b][/b]
لا يزال هناك الكثير أمام العلم ليصل إلى هذه الدقة في وصف الكون، ولن يصل، فانظر إلى الإعجاز البلاغي أيضاً في القرآن من خلال كلمة (ففتقناهما) ففي هذه الكلمة يتجلّى كل النظام في عملية فتق الكون وتشكيل هذه المجرات التي نراها. فالعلم يسمي هذه العملية بالانفجار وكلمة (انفجار) لا تفيد إلا الفوضى، بينما الكلمات التي يستخدمها خالق هذا الكون هي كلمات واقعية: (الرتق) و(الفتق)، فالنسيج الكوني كان رتقاً ففتقه الله تعالى بقدرته.