هجاء المرأة للرجل
وفي هذا المجال لم يكتب فيه الرجال هجاء لزوجته إلا قليلا ، ربما لأنه ليس بحاجة للتعبير عن ذلك بالشعر ، كما انه يجد المعيب اجتماعيا أن يذكر عيوب زوجته ولا يهتم بذكر عيوب طليقته بعد تسريحها لأن العرف الاجتماعي يعيبه على ذلك ، وربما لأنه يعتبرها من سقط المتاع الذي ذهب واستبدل به غيره ، ولا يستدعي التطرق له ، أما المرأة ـ الزوجة فلم يكن أمامها في التعبير سوى الرجاء أو الشكوى ، أما هجاؤها لزوجها فغالبه بعد الطلاق ، يخرج عن ذلك حوادث نقلها الرواة نذكر منها ـ : أم صريع الكندية :
نشزت على زوجها فقالت :
كأن الدار يوم تكون فيها
علينا حفرة ملئت دخانا
فليتك في سفين بني عباد
طريدا لا نراك ولا ترانا
زوجة أبي عاج الكلبي هاجها زوجها في شعر فقالت :
شنئت الشيوخ وأبغضتهم
وذلك من بعض أفعاليه
ترى زوجة الشيخ مغبرة
وتمسي لصحبته قالية
حميدة بنت النعمان بن بشير تزوجت الحارث بن خالد العاص فقالت فيه :
نكحت المديني إذا جاءني
فيالك من نكحة غاوية
له دفر كصنان التيوس
أعيا على المسك والغالية
طلقها الحارث فتزوجت روحا بن زنباع الجذامي رآها يوما تنظر إلى رهط من قومه ، فأنبها ، وقالت والله ما أحب الحلال منهم فكيف الحرام وقالت :
بكى الخز من روح وأنكر جلده
وعجت عجيجا من جذام المطارف
وفي موضع آخر :
وهل أنا إلا مهرة عربية
سليلة أفراس تحللها بغل
فإن أنتجت مهرا فبالحرا
وإن يك إقراف فما أنجب الفحل
طلقت روحا وتزوجت الفيض بن محمد بن الحكم ، وذات يوم أصاب خمرا عند صحبه فقاء في حجرها فقالت فيه :
وليس فيض بفياض العطاء لنا
لكن فيضا لنا بالقذء فياض
ليث الليوث علينا باسل شرس
وفي الحروب هيوب الصدر جياض
امرأة اسمها أميمة قالت تذم زوجها :
فليتني يوم قالوا أنت زوجته
ذو نيوب اسمه ضاري
يارب إن كنت في الجنات مدخله
فاجعل أميمة رب الناس في النار
أم الأسود الكلابية قالت تهجو زوجها :
يرى الطيب عارا يمس ثيابه
أو المسك إن علاه صوارها
ولكنه من رطب أخثى صنانه
إذا مرعت بالكف منه ديارها