- صرخة من الماضي .
كانت جولي وسط اجتماع هام عندما وصلتها مخابرة ,
وبدت سكرتيرتها لينا ستيوارث , متردده في ازعاجها ,
واخذت تشرح الامر :
- انها السنيورا دي فيلانو , انسه فولروك , تقول انها صديقة قديمة لك , ومن الضروري ان تتحدث اليك .
- سنيورا دي فيلانو ؟
تحت نظرات المشاركين في الاجتماع المنتظرين بفارغ الصبر,
ان تنتهي من مكالمتها ليعودوا الى مناقشتهم ,
وجدت جولي تفكيرها مغلقا .
هي لاتعرف احدا يدعى سنيورا دي فيلانو .
فلابد ان لينا فهمت الاسم خطأ.
- اخشى ان ...
- انها تبدو مضطربة انسة فولروك... لا اريد ازعاجك ,
ولكنني اعتقد انك يجب ان تتلقي المخابرة . تقول انها كتبت لك
و ...
- آه ... انيتا !
انيتا دي فيلانو ! كانت تفكر بها على الدوام كأنيتا تاور ,
حتى ان اسم راوول لم تكن تذكره . لقد مضت اكثر من 5 سنوات
منذ ان تلقت اخر خبر عنها . والرسالة التي تلقتها منها
لم تكن قد قرأتها كلها .
- هل ستتكلمين معها آنسة فولروك ؟
ومالت جولي لأن ترفض . ولكن انيتا تتصل من ايطاليا , فلابد ان هناك شيئا خاطئا قد حدث لها . ونظراً للصداقة التي كانت تربطهما ,
قالت جولي لزملائها .
- اعذروني لبضع دقائق ايها الساده .
وتجاهلت ما كان يقوله غرانت افرسون . وخرجت من الغرفة ,
مكتبها كان في الجهة المقابلة من الممر , في المكتب
المجاور لمكتب باتريك دورلاند ,
المدير الاداري لشركة ادوات التجميل , وهو المكان المناسب لمساعدته الشخصية , وجولي كافحت بقوة للحصول على هذا المركز .
وقالت لها لينا وهما تسيران في الممر :
- آسفة يا انسة فولروك , ولكنها بدت متضايقه جدا على الهاتف
ولم ادري ما افعل .
- لا بأس يا لينا , انت محقة باخباري , فالسنيورا دي فيلانوا
وانا صديقتين قديمتين .
ووصلتا الى المكتب فرفعت جولي السماعه واعلنت عن وجودها .
- جولي . ؟... جولي اهذه انت ؟ شكرا ! للسماء !
لماذا لم تجيبي على رسالتي ؟ ولماذا لا اجدك في المنزل كلما اتصلت بك ؟ احاول الاتصال بك منذ ايام !
- انيتا ؟... انيتا اهدأي ... انا معك الآن , اتحدث اليك ...
وما هو السبب البائس الذي دفعك للاتصال بي في مركز عملي ؟
- في عملك ! ومتى تكونين في مكان اخر ؟ لقد اتصلت بشقتك
4 مرات وكل مرة كانت تجيب عليّ مدبرة منزلك .
- السيدة باتس ؟ اذا انت من كان يتصل . لماذا لم تخبريها بأسمك ؟
لقد اقتنعت السيدة باتس ان عصابة من الصوص تخطط لسرقة المنزل . وانك تتصلين لمعرفة ما اذا كنت في المنزل .
- اوه يا جولي ! لم استطع اعطاء اسمي ...
لم ارغب في ان تتصلي بي هنا وتتحدثي مع راوول .
- حقا ؟
- لا ... ليس كما فهمت . لقد تجاوزت الامر .
فقط لا اريده ان يعرف انني اتصلت بك .
- انيتا , عن ماذا تتكلمين ؟
ولاحظت جولي توترا في صوتها . 5 سنوات
مدة طويلة ولكن هناك اشياء لايمكن ان تنسى .
- اريدك ان تأتي الى هنا للاقامة معي .. ارجوك يا جولي .
لا تقولي لا . ليس قبل ان تسمعي الاسباب. احتاج لمن يقف معي .
وليس هناك شخص غيرك استطيع التحدث معه .
- انيتا.. هذا مستحيل ...
- ولماذا هو مستحيل ؟ جولي, انت لا تفهمين . اكاد اجن هنا .
احتاجك , ولايمكنك الرفض دون الاستماع لما سأقوله لك .
وتنهدت جولي ...
- انيتا , اذا كان هناك شيء قد حدث لزواجك ...
- اذا حدث شيء لزواجي ؟ جولي , كل شيء اصبح سيئا ,
كل شيء . لهذا اريدك ان تأتي . لهذا احتاج لأن اكلمك..
اذا لم اتحدث معك ... سأجن !
- انيتا , والدتك ...
- انت تعرفين والدتي جيدا , ولا استطيع التحدث معها ...
- والدك اذا .
- اوه ... والدي ! انه مشغول جدا بعمله في المصرف ,
وبالكاد يلاحظ وجودي !
- هذا ليس صحيحا يا انيتا ... انت تعلمين انه سيفعل
ما بوسعه لتكوني سعيده ....
- طالما ان ما اريده يمكن شراءه ويمكن له ان يدفع . جولي ..
انت تعرفين والدي . يعتقد ان المال يشتري كل شيء .
- المال يمكن ان يشتري اكثر الاشياء , انيتا مهما ستقولين ,
فلا اظن انني الشخص الذي تحتاجين اليه . ومهما يكن الامر ,
فلماذا لا تتحدثين مع راوول بخصوصه ...
- راوول ! لا ... لا استطيع . انه يرفض الحديث حول الموضوع .
جولي .. ارجوك .. ارجوك .! اعلم اننا لم نرى بعضنا منذ زمن طويل , واعلم انك لم تكوني سعيده عندما تزوجت راوول ,
ولكن ... هذا كله من الماضي الآن . وبالتأكيد قد سامحتيني ...
- لم يكن هناك ما يستحق كل هذا يا انيتا , لابد انك تعرفين ...
- اعرف بأننا لم نتحدث عن الامر , لكن اعلم ان الامر
لم يكن هينا لك عندما تزوجني راوول ... .
وتمالكت جولي اعصابها , فلن تتورط في جدال حول راوول دي فيلانو,
لن تفعل هذا ! وكما قالت انيتا , كل شيء اصبح من الماضي الآن .
حتى اذا اعترفت بكرهها للتورط في مشاكل انيتا فسترتاب
بانها لاتزال تحمل ضغينه في قلبها مما حدث .
وقالت مستخدمه اسم الدلع الذي كانت تناديه به :
- اسمعي يا نيتي . انا الآن في وسط اجتاع مع مجموعه من مندوبي
البيع , وانا حقا ليس عندي وقت ولهذا .
هل استطيع ان اتصل بك لاحقا ؟
- لا ... اعني ... انا سأتصل بك , قولي لي فقط متى واين ,
وسأتدبر الامر .
- هذا المساء اذا , في شقتي , حوالي الـ6,30 .
- حسب ساعتنا ام ساعتكم ؟
- الوقت الآن صيف . والساعات متماثلة .
وعلقت السماعه قبل ان ترد عليها انيتا .
كان من الصعب عليها ان تعود الى الاجتماع , وتستجمع خيوط النقاش
الذي كانت تبادله مع مندوبي البيع ,
خاصة انها تعلم ان نصهم مستاء لوجودها في الاجتماع اصلا ,
ولكن باتريك اختارها لهذه المهمة , وثقته في قدرتها على تولي الامر
اثار غيرة زملاءها المتعصبين . وهي تعلم ايضا ان العديد منهم
يعتقد ان هذا التكليف عاد الى جمال مظهرها اكثر من براعتها في مهنتها.
ولكن جولي تعلمت كيف تتجاهل الهمسات المهنية التي تعترض سبيلها .
وقالت بعد ان عادت لتأخذ مكانها في الاجتماع كريسة له :
- اقترح ان نتابع هذا الاجتماع بعد الغداء ايها الساده .
اظن اننا بحاجه لبعض الوقت للتفكير بالاقتراحات التي قدمت ,
واذا كان لدى أي واحد منكم نقطة محدده يريد طرحها
بأمكانه الاتصال بالانسة ستيوارت وستدبر له موعدا مناسبا بعد الظهر .
وسألها غرانت افرسون :
- ستنضمين الينا في الاجتماع يا جولي.. اليس كذلك ؟
ام ربما لديك امور اخرى لتهتمي بها .
وابتسمت جولي ابتسامة انتصار :
- اوه اجل .. سأنضم اليكم يا غرانت . فلدي نقطة او
اثنتين سأطرحهما بنفسي . وكممثله للسيد دورلاند ,
اتوقع تقارير كامله من كل منكم فيما يتعلق بأرقام المبيعات ,
كل في مجاله .
- اذا , اعتقد اننا لن نضيع وقت المؤسسه بانتظارك
وانت تتحدثين في مكالمات خاصة .
واجابه هايز اندرهيل , احد اقدم وكلاء البيع ,
وهو يربت على ظهره :
- لا تقل هذا يا افرسون ! انت فقط تغار لأن مساعده مديرنا الاداري الجميلة ,
لا تتلقى مخابرات خاصه منك.
وعلق مارك رامسدايل قائلا :
- ربما يأمل ان يبعد الانظار عن واقع ان المبيعات في المنطقة الجنوبية الشرقية
كانت تنخفض مؤخرا . ما الامر يا افرسون ؟ هل فقدت براعتك ؟
واستمر الحديث المتوتر قليلا بينما كان الجميع يغادر مكان الاجتماع ,
ومع ان جولي كانت مسرورة لخروجها من الجدال بأفضل النتائج ,
الا ان افكارها بقيت مشغولة بالحديث الذي جرى بينها
وبين انيتا دي فيلانو , فلم تكن تتصور ما هو الامر السيء
الذي حدث لزواج انيتا والذي استوجب ان تدعوها هذه الدعوة
الغريبة وبينما كان فضولها يزداد كان هناك شعور مقلق ينذر
بالشر يزداد ايضا ...
فهما لم تتصلا ببعضهما بعد زواج انيتا من الكونت الايطالي الثري ..
فلماذا تتصل بها الآن , بينما المنطق يقضي ان تفضي
بأسرارها الى والدتها او والدها ؟
وجلست وراء طاولتها , في مكتبها وتنهدت واسندت ظهرها
على المقعد تاركة كتفيها ترتاحان عليه . ولكنها ابقت يديها على الطاولة .
على الرغم من تصميمها على ان تتنافس مع الرجل على قدم المساواة
في عالمه فأنها لا زالت اساسا انثى .
وهذا هو الآن ما يسبب لها هذه التجاعيد في جبينها ...
ماذا تقصد انيتا بالاتصال بها ؟لماذا تعرض مشاكلها على جولي ؟
والاهم اكثر , كيف ستستطيع جولي التخلص من هذه الدعوة
التي لا ترغب بها ؟
ورفعت رأسها بحده بعد ان سمعت دقا على الباب ,
وابتسمت بارتياح لرؤية السكرتيرة .
- انا ذاهبة للغداء آنسة فولروك ...
هل هناك ما تحتاجينه قبل ان اذهب ؟
- لا ... شكرا يا لينا . سأتناول سندويشا هنا في المكتب .
وسأراجع البريد فيما بعد .
- حسنا آنسة فولروك , ليس بينها شيء مستعجل ,
اوه .. لقد اتصل السيد دورلاند ,
وطلب ان اخبرك بأنه يكون في المكتب غدا صباحا .
- جيد .. أظن ان بأمكاني متابعة أي امر جديد .
اذهبي وتناولي غداءك قد احتاجك للعمل هذا المساء .
- هذا المساء ؟
وظهر الذعر على وجه الفتاة , وتحركت جولي
لتضع ذراعيها على الطاولة .
- هل هناك مشكلة ؟
- لدي موعد ... ولكنني استطيع ارجاءه ...
- ولكنك لا تريدين , اليس كذلك ؟أوكي يالينا . ابقي على موعدك ,
اذا حدث شيء ضروري سأعمل غدا عند وقت الغداء , هه.؟
- اوه شكرا آنسة فولروك ! اراك فيما بعد .
وما ان عادرت لينا الغرفة حتى وقفت جولي وسارت نحو النافذه .
بدا لها انه مر زمن طويل منذ كانت مثل لينا , وقطبت جبينها ,
ثم ابتسمت , انه زمن طويل .. ثماني سنوات تقريبا .
كانت في الـ18 عندما بدأت العمل في مؤسسة هيلدا هايز
لأدوات التجميل ولكنها على عكس لينا جعلت من عملها محور وجودها .
منذ اليوم الاول كانت طموحه . وقيل ذلك ...
منذ ان كانت وامها تناضلان لتبقيا رأسيهما مرتفعين واشفق عليها
ابن عم لأمها فأرسلها الى مدرسة مناسبة . وصممت
على ان تحقق النجاح في حياتها .
والدها تطلقا عندما كانت صغيرة جدا , وما ان شفيت جولي طريقها ,
حتى سارعت امها الى القتعد في الريف برفقه قريبه عانس ,
لم نشاهد والدها منذ سنوات ,
منذ ان كانت في المدرسة وعلمتها السنوات التي قضتها في المدرسة الداخلية ان تعتمد على نفسها .
وابتعدت عن النافذه وسألت نفسها , ليس للمرة الاولى ,
كم يا ترى نجاحها كان يعتمد على جمالها .
بالتأكيد كان رئيسها في مكتب الدراسات جورج كليفز ,
يجدها جذابة جذابة جدا بحيث انها اضطرت الى ابعاد الاتهامات
عن نفسها
عندما دخلت زوجته مرة الى المكتب لتجدها معه يبحثان عملية
ترويج لأحد المستحضرات ولم يكن هناك أي سبب لجعل السيدة كليفز
لأن جولي لم تكن تهتم بالرجال ولا بأقامة علاقه معهم.
ومع ان من في سنها قد يجد هذا امر لا يصدق , الا انهم يعرفون
ان سمعتها لا يمكنالشك بها , رجل واحد نجح في تفجير الضعف
الذي كانت دائما تتجنبه , ولكنها تعاملت معه بنفس القسوة
التي تعامل بها والدها مع امها .
فلن يتمكن رجل من السيطرة عليها , لن يجعلها رجل تعتمد في حياتها
عليه , لا ماليا ولا عاطفيا , فهناك طريقة واحده للمرأة لتشق
طريقها في هذا العالم وهي بأن تبقى حرة , بعيدة عن اللمس ,
قادرة على ان تبتعد عن نوع الحياة التي يرغب بها الرجال .
كان الوقت متأخرا في المساء عندما عادت الى منزلها متاخرة اكثر مما توقعت بسبب خروج لينا باكرا , قابلتها السيدة باتس بخبر اتصال ,
تلك المراة ثانية .
وتنهدت جولي , ونظرت الى ساعتها لتجد انها اصبحت
الـ7,15 فهزت رأسها وقالت :
- اعلم سيدة باتس, لقد اتصلت بي في المكتب ,
انها فتاو اعرفها منذ كنا في المدرسة معا .
- حقا ! ولماذا لم تقل لي من هي , بدلا من ان ترفض ذكر اسمها ؟
اذا كنتما صديقتان ...
- لاتريد ان يعرف زوجها انها تتصل بي ...
وتابعت بابتسامة بعد ان لاحظت التعبير غير المصدق على وجه المرأة
- هذا صحيح . ألم يكن هناك وقت اردت فيه ان تخفي شيئا عن زوجك ؟ الم يكن عندك اسرار اردت اخفاءها ؟
- لا اذكر .ز
وخلعت جولي حذائها وهي تدخل الى غرفة الجلوس وقالت :
- حسنا انت محظوظة .
ووضعت حقيبتها على المقعد وجلست قائلة :
- على كل الاحوال هذا يثبت كم قد تكون مثل هذه العلاقة محدودة .
- ومتى تريدين ان تعشي ؟ ستكون وجبة باردة ,
وهكذا تستطيعين تناولها متى شئت .
وتمددت جولي على الاريكة بارتياح .
- بعد ساعه ,شكرا لك , اظن انني سأغتسل قبل ان آكل ,
فانا تعبة وقد انام باكرا .
- انت تبدين فعلا تعبة .
- شكرا لك .
- لا , انت تعرفين ماذا اعني , انت بحاجه الى عطلة |,
فانت لم تاخذي عطلة في السنة الماضية , وقد حل اخر ايار ولم تفكري بأي خطة لعطلة هذه السنة , ما تحتاجينه هو بضعه اسابيع تحت الشمس ,
بعيدا عن المكاتب والغرف المغلقة , وسيدعك السيد دورلاند تذهبين ,
متى شئت .. الا يروق لك التشمس على شاطئ مشمس ؟
- ليس تماما . فانا لست من النوع الذي يحب الكسل ,
اضافة الى اننا بصدد اطلاق مجموعه مستحضرات جديدة خلال
ثلاثة اسابيع , ولا يمكن لي ان اكون بعيده ,
فأنا مسؤولة عن هذه المجموعه .
- لو اخذتي رأيي , فسأقول ان الافضل لك ان تنشغلي
بطفل خاص بك بدلا من رعاية مستحضرات التجميل !
ونظرت اليها جولي ضاحكة وقالت :
- بدلا من مستحضرات التجميل ! هذا جيد ,
ويجب ان اتذكره قد استفيد من هذا الكلام في مجال ترويجنا للمستحضرات القادمه .
وتنهدت المرأة المسنة :
- الا يمكن لك ان تكوني جادة ابدا ؟
- حول انجاب طفل ؟ لا ... فأنا لست متزوجة .
- وليس من المحتمل ان تتزوجي , نظرا للطريقة التي تتصرفين بها .
ماذا حدث للسيد بندتغ اللطيف ؟ لقد دعوتيه للعشاء عدة مرات هنا واعتقدت ...
-روجر بندنغ هو صديق طيب .
ونهضت بتثاقل على قدميها .
- اظن انني يجب ان استحم الآن , وسأعلمك متى كنت مستعده للعشاء .
وهزت السيدة باتس كتفيها ,
ولم تقل شيئا وكانت جولي ممتنه لهذا فهي الآن ليست مستعده للخوض
في نقاش حول اسباب عدم رغبتها في رؤية روجر بندنغ .
وتلهفتها لأن تغرق في المياه الدافئة يعجبها الآن اكثر ,
ولكن لا زالت هناك مشكلة ماذا ستفعل بمخابرة انيتا واملت
ان تهديها فترة من الاسترخاء الى حل ما .
وما كادت ترفع قدمها لتدخل المياه الدافئة في المغطس حتى رن جرس الهاتف ...
وانزعجت لأدراكها بأنها لم تفكر بالامر بعد ومالت الى عدم الرد ,
ولكن شيئا ما ربما شعور داخلي باولاء للفتاة التي كانت تعرفها ,
جعلها تمد يدها الى الروب .
ووصلت الى الهاتف في غرفة نومها في نفس اللحظة التي رفعت مدبرة المنزل الهاتف في المطبخ , فقالت لها :
- انا هنا سيدة باتس .
فصاحت انيتا من الطرف الاخر :
- هذا انا يا جولي .
- انا اسفة لعدم وجودي لتلقي مخابرتك الاولى , لقد تأخرت في الوصول . لقد تركتني سكرتيرتي باكرا وكان عليّ ان انهي بعض الاعمال بنفسي .
- كم تبدين مكتفية بنفسك , المراة المسؤولة الكاملة !
كيف يبدو لك الترؤس على الناس يا جولي ؟ لقد قالت لي سكرتيرتك
انك مساعده باتريك دولاند الآن .
من الواضح انك ناجحة تماما في حياتك المهنية .
- الأجل هذا اتصلتي بي يا انيتا ؟ لتتكلمي عن عملي ؟
عليّ ان اقول لك ان الحمام الساخن بانتظاري ,
وكومة من العقود يجب ان اراجعها بعد العشاء .
- اللعنة يا جولي ! لا تكوني متكبرة هكذا !
واخذت انيتا تبكي وتابعت :
- انت تعرفين لماذا اتصل بك ,
هل فكرتي بما قلته لك , ام ان ... كل هذا الكلام عن انشغالك القصد
منه القول لي ان لا وقت عندك لقبول دعوتي ؟
- انيتا ما الذي تريدين ان تقوليه لي , الا يمكنك قوله الآن ؟
او اكتبي لي رسالة , واعدك ان ارد عليك ...
- لا ... لا ... ! لا استطيع , احتاج لرؤيتك يا جولي .
احتاج ان اتحدث اليك وجها لوجه .
اما بالنسبة للتحدث معك على الهاتف ...وانخفض صوتها
وهي تتابع :
- قد يكون هناك احد يستمع اليّ على الهاتف ...
لراوول جواسيس في كل مكان , انه لا يثق بي ..
او يا جولي .. ارجوك , قولي انك ستأتين الى هنا ..
اذا .. اذا لم تأتي ... فقد ... اقتل نفسي!