بسم الله الرحمن الرحيم
حل مسألة حزب العمال الكردستاني - القضية الكردية
سيكون فقط عبر تطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة
الخبر:
قال رئيس الجمهورية عبد الله غل حول محادثات إمرالي: "إذا كنا نريد تخفيف الآلآم ووقف نزيف الدم فعلى الجميع أن يقوم بواجبه." وقد قيّم محادثات إمرالي أثناء زيارته لمبنى محافظة أفيون قره حصار مضيفا قائلا: "إننا نشهد أعمالا جديدة، وكل من لديه دور في هذه المسيرة فإنه يعرف جيدا ما الذي يجب عليه أن يفعله. فإذا تم التعامل بصدق وقام كل بما يجب عليه القيام به فإن نزيف الدم هذا سيتوقف." (المصدر: [www.cnnturk.com/10.01.2013]).
http://www.cnnturk.com/default.aspx
التعليق:
كما هو معلوم فقد أصبحت أولويات حزب العدالة والتنمية في الآونة الأخيرة هي مسألة الدستور الجديد ونظام الرئاسة أو شبه الرئاسي. لأن حكومة حزب العدالة والتنمية بإمكانها ترسيخ مكاسبها الحقيقية التي حققتها لصالح الإدارة الأمريكية منذ مجيئها إلى السلطة بهذا الشكل. وإذا كان تحول كل مواد الدستور التي تخدم السياسة الإنجليزية إلى مواد بحيث تخدم السياسة الأمريكية بالتغيير الدستوري الجديد الذي سيضعه -أو يعمل على وضعه- حزب العدالة والتنمية، فإن نجاح مشروع نظامٍ شبه رئاسي في البلاد سيجعل أوراق اللعبة برمتها في خدمة السياسة الأمريكية.
إن هذه التطورات الجادة التي يتابعها الكماليون العلمانيون عن قرب ممن يمثلون السياسة الإنجليزية فإن أسلوبهم السياسي المتبع في مثل هذه الحالات، والذي هو مقتضى السياسة الإنجليزية نفسها، هو خلق "أزمات سياسية" من خلال تحريك الأدوات المحلية سواء الذين داخل حزب العمال الكردستاني من الجناح العسكري أم الجناح السياسي، والبدء بهجمة مضادة لهجمة حزب العدالة والتنمية لغرض إحباطها. فسقوط القتلى من الجيش بشكل متواصل بسبب العمليات التي يقوم بها الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني من جهة وانتشار أصداء الإضرابات ووصولها إلى أوروبا من جهة أخرى هو نتاجٌ لسياسة خلق الأزمات هذه.
وكردة فعل على هجمة الكماليين العلمانيين هذه قامت حكومة حزب العدالة والتنمية باللعب بورقة "عبد الله أوجلان" سواء عن طريق إنهاء الإضرابات عن الطعام بموجب الأوامر التي أعطاها أوجلان لمناصري حزب العمال الكردستاني الذين بدأوا بهذا الإضراب حيث جرى هذا بعد المحادثات التي أُجريت معه، أم من خلال المحادثات التي أجراها المستشار الأمني حاقان فيدان مع عبد الله أوجلان بواسطة هيئة تشكلت لهذا الغرض ضمت شخصين آخرين من حزب السلام والديمقراطية كخطوة جديدة في موضوع القضية الكردية. حيث كشفت وسائل الإعلام عن إعطاء أوجلان لـ"حاقان فيدان" ضمانا لهذا الغرض مثل قوله له "لا توجد دولة أخرى" و "لا يوجد حكم ذاتي".
وبهذا الشكل تريد حكومة "حزب العدالة والتنمية" الديمقراطية العلمانية أن تقطع الطريق على الكماليين العلمانيين عندما توجه إلى أدوات الإنجليز داخل حزب العمال الكردستاني بشِقيها المدني والمسلح رسالة مفادها بأننا نستطيع التعامل مع أوجلان الذي ما زال يحتفظ بدوره القيادي داخل حزب العمال الكردستاني ونعمل في المرحلة القادمة على حل القضية الكردية في إطار قيادته إذا أصررتم على موقفكم في استغلال الوضع المتعلق بموضوعي الدستور ونظام الرئاسة وعرقلة هذه الجهود. ولهذا فقد توالت التصريحات من قبل حزب العدالة والتنمية والتي تتحدث عن ضرورة المحادثات مع أوجلان من أجل مسيرة السلام حيث يُراد من ذلك ترويض الشعب على هذا الوضع. فأقوال رئيس الجمهورية عبد الله غل: "إننا نشهد أعمالا جديدة، وكل من لديه دور في هذه المسيرة فإنه يعرف جيدا ما الذي يجب عليه أن يفعله.
فإذا تم التعامل بصدق وقام كل بما يجب عليه القيام به فإن نزيف الدم هذا سيتوقف." ما هي إلا تصريحات تعبر عن أن المحادثات مع أوجلان خطوة لا بد منها لحل مشكلة حزب العمال الكردستاني. لقد حان الوقت لكي يعي الشعب المسلم في تركيا أن مسألة حزب العمال الكردستاني- القضية الكردية لا يمكن أن يحلها هؤلاء الحكام الخونة المتسلطون على رقابنا بشكل مستقل، وأنهم عبارة عن أدوات تستخدمها الدول الغربية الكافرة المستعمرة وعلى رأسها أمريكا لحماية مصالحها، وإن حل هذه القضية يكمن فقط في تطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة. وإذا ما نظرنا إلى المشكلة من زاوية إسلامية فإن حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) كافٍ لحلها باعتبارها مشكلة مبنية على أساس القومية، قال عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من دعى إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية."
رمضان طوسون
16 من ربيع الاول 1434
الموافق 2013/01/28م