بسم الله الرحمن الرحيم
العزة للشام وأهله والذل والعار لنظام آل سعود وأعوانه
الخبر:
"حققت الحملة الوطنيَّة السعوديَّة لنصرة الأشقاء السوريين التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بإنفاذها، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة الأهداف التي أسست من أجلها لنصرة الأشقاء السوريين، وتخفيفًا من معاناتهم وذلك في أماكن وجودهم في المملكة الأردنية الهاشمية. وجاء في بيان أصدرته وزارة الماليَّة أن الحملة تَمكَّنت -بحمد الله وفضله- من إيصال كميات كبيرة من المساعدات للاجئين السوريين بمخيم الزعتري شمالي الأردن. وأورد البيان إحصائيَّة بجميع أنواع المساعدات ..." (الجزيرة السعودية - 24/1/2013).
التعليق:
يبدو أن من يستمرئ الذل يأبى أن يتخذ موقفا عزيزا، بل ويأبى أن يستوعب أن في الكون أناساً أعزاء، فها هو نظام آل سعود الذليل يمنّ على أبناء الشام الأعزاء، بما يعتبره "نصرة الأشقاء السوريين" ويملأ صحفه وإعلامه بأخبار هذه المواقف الخاوية التي يحسب أنه يخادع الله والذين آمنوا بمثلها ((وَمَا يَخْدَعُونَ اِلاَّ اَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))..
نقول لآل سعود:
أولا: إن هذه الأموال ليست نعمة تمنّونها على أهل الشام، بل هي حق معلوم لأمة الإسلام مما نهبتموه من أموالهم وملكياتهم العامة، عدا عن أن ما قدمتموه لهم لا يساوي شيئا بالمقارنة بما تقدمونه لأسيادكم في الغرب كمساعدات مباشرة (كما حصل في إعصار كاترينا مثلا) أو صفقات واستثمارات وهمية (كصفقات الأسلحة مثلا)، كما أنكم تعلمون أن جل هذا المال لا يذهب لإخواننا أبناء الشام، بل لسجّانهم حاكم الأردن شريككم في الإجرام، ولعل ذلك سبب زيادة اطمئنانكم لإرسال مثل هذه الأموال، وإن أهل الشام الذين تمنون عليهم هم الأعزة، وأنتم الأذلة، كيف لا يكونون أعزة وهم الذين يقاتلون في سبيل الله ويقتلون من أجل دينه، وكيف لا تكونون أذلة وأنتم من منع الجهاد وعطله بل وحاربه، قال صلى الله عليه وسلم: ''.. وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ‘‘، فهل ترجعون؟؟
ثانيا: إن النصرة الحقيقية لأهل الشام لا تكون إلا بتحريك الجيوش التي تنقذ دماءهم وأعراضهم، وتلبي نداءات الحرائر اللاتي كانت صرخة إحداهن كافية لإعلان النفير في زمن الأعزاء، الجيوش التي تحرر بلادهم وتنتصر لدينهم، استجابة لأمر الله ((وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ))، ولكن أنى لمثلكم أن يتخذ موقفا عزيزا كهذا..
فإن كنتم تظنون أن ما سبق يخفى على أبناء الأمة فأنتم واهمون، وإن كنتم تظنون أن هبّة الأمة لن تجرفكم في طريقها فأنتم في سكرتكم تعمهون، بل كونوا على يقين أن مصير أشياعكم آتيكم لا محالة ((إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ )) ..
وأما أهلنا في بلاد الحرمين الشريفين فنقول لهم ((ولَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)) فاحذروا الركون إلى ظلم آل سعود الذين فرقوا بينكم وبين إخوانكم المسلمين على أساس حدود وضعها الكافر المستعمر، ومنعوكم من نصرتهم كما أمركم الله وحالوا بينكم وبين ما يرضي الله، وحاولوا إيهامكم أن نصرتهم لا تكون إلا ببعض الدعاء وبقليلٍ من المال ينفقونه مع كثيرٍ من المنّ والأذى ((كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا))، فاعملوا لإزالتهم ومبايعة خليفة مسلم واحد يحكم المسلمين جميعا بحكم الله، ويقودكم لإعلاء كلمة الله "إنما الإمام جُنّة يقاتَل من ورائه ويُتقى به"..
أما أنتم أبطال الشام ورغم أننا نستحيي من مخاطبتكم لعظمة مكانتكم وصبركم، إلا أننا نبشركم بفوزيْن بشّر الله بهما الصابرين من عباده العاملين، ونحسبكم منهم بإذن الله، نصرٍ في الدنيا قريب بإذنه وجنةٍ في الآخرة برحمته سبحانه، حيث قال: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)) ، فها أنتم قد مسّتكم البأساء والضراء وزلزلتم، ألا فإن نصر الله قريب، ألا فإن نصر الله قريب..
أبو صهيب القحطاني - بلاد الحرمين الشريفين
17 من ربيع الاول 1434
الموافق 2013/01/29م