عباس النوري: "العقيد" و"الزعيم" كذبة كبيرة
عباس النوري فنان سوري بات خلال فترة قصيرة من أعمدة الدراما السورية، لعب أدواراً عدة أشهرها شخصيته المميزة “أبو عصام” في “باب الحارة”، أتبعها في رمضان الماضي بمسلسلي “أهل الراية” و”الخبز الحرام” في دورين مختلفين ولافتين، خصوصاً شخصية “أبو الحسن” في الأول و”راتب” في الثاني، ولعل أهم أدواره هذا العام كان السلطان عبدالحميد في مسلسل “سقوط الخلافة” .
التقينا النجم عباس النوري أثناء وجوده في بيروت وتحدث عن كل ما قدمه في رمضان الماضي،
وما يستعد لتقديمه العام المقبل في هذا الحوار . .
كيف تصف حضورك في مسلسل “الخبز الحرام”؟
لا أكترث كثيراً للنجومية بل يهمني أن أؤدي دوري كما هو مرسوم، أكان ملكاً أم زبالاً . وما أعنيه أن على الممثل التنويع في أدواره إذ كلما تضاعف التنوع كلما أكد الممثل موهبته واستحق أن يكون فناناً .
ما التحدي الأكبر لدى الممثل؟
التحدي الأكبر يكمن في اختياره أدواراً لا تشبهه، فإن اتقنها نجح وأثبت موهبته،لا ينجح الممثل في أدواره إن لم يتبن الشخصية التي يؤديها، فعليه أن يؤمن بأفكار وأحاسيس الدور المطلوب منه . وهذا ما حققته في كل أعمالي، وآخرها “أبو الحسن” في “أهل الراية” وراتب في “الخبز الحرام” ولم يكن بين الشخصيتين أي جامع .
إلى أي مدى تؤثر الصحافة في الجمهور لجهة تقييمه أو حبه لممثل ما؟
الصحافة تؤثر ولو بجرعات أخف من الإعلام المرئي لأن هذا الأخير قد يكون تدخله بشكل كبير وحاسم فيسقط أعمالاً ناجحة والعكس صحيح، بفضل سياسة الترويج التي تؤدي الى استقطاب أعلى نسبة من المشاهدة .
كما حصل في مسلسلات رمضان الماضي؟
نعم هذا ما جرى في رمضان الماضي، هناك قنوات مهمة جعلت من المسلسل التافه ناجحاً يشاهده كم كبير من المشاهدين بينما المسلسلات “الدسمة والمهمة” لم تحظ بالمشاهدة لفقدان الدعاية .
وهذه التخمة تؤدي الى بلبلة لدى المشاهدين؟
صحيح هذه الكثرة تضر بالدراما العربية . كيف للجمهور أن يشاهد كل هذه المسلسلات وأن يحكم عليها بموضوعية . معايير التقييم لمسلسلات مشكوك في أمرها، والمزاج غالباً ما يؤذي الأعمال المهمة .
ماذا عن دورك التاريخي في مسلسل “سقوط الخلافة”؟
أعتبره من أهم الأعمال العربية في الدراما التاريخية وإن لم يحظ بهذا القدر الكبير من المشاهدة . والأسباب اجتماعية وسلوكية بالدرجة الأولى .
وما المسلسلات التي لفتت انتباهك في رمضان الفائت؟
شاهدت بعض أعمالي بطريقة مجزأة وأعجبت بمسلسلي “وراء الشمس” و”ما ملكت إيمانكم” وإن كنت أعارض أفكارهما في الرأي .
وماذا عن “باب الحارة” و”ذاكرة الجسد”؟
لم أُتابع “باب الحارة” في جزئه الأخير وكنت شريكاً أساسياً في جزئيه الأول والثاني . أما لجهة “ذاكرة الجسد” فلم ينل اهتمامي لأنني قرأت الرواية وأعرف تفاصيلها .
ماذا عن دورك المقبل في مسلسل “طالع الفضة” وهو من تأليفك؟
كتبت السيناريو أنا وزوجتي وهو يتحدث عن حارة دمشقية صغيرة تضم كل فئات المجتمع المعاصر . كما لم تتناوله الدراما السورية من قبل . شبعنا من الفولكلور والخيال ومن معادلة العقيد والزعيم هذه “كذبة كبيرة” خدعوا الناس بها طويلاً، عموماً في “طالع الفضة” نقدم صورة حقيقية عن طريقة عيش الناس في الشام من العام 1914 حتى العام 1920 أي منذ سقوط الخلافة العثمانية ودخول نظام سياسي جديد الى البلاد .
ومن يشاركك الأدوار الرئيسة؟
دريد لحام، ياسر العضمة، وعدد كبير من نجوم التلفزيون . ويكفي وجود فنان استثنائي مثل دريد لحام ليأخذ المسلسل حقه من النجاح .
هل يمكن أن تشارك في الدراما المصرية؟
هناك العديد من المشروعات للدراما المصرية لم أبلورها بعد،لكن أفضل تجسيد دور “أخرس” في مسلسل مصري على أن يكون معيار نجاحي كممثل يخضع لإتقاني للهجة المصرية فقط .
أين أنت من الحضور السينمائي والمسرحي؟
وأين السينما من الممثل؟ السينما طموح كل فنان، لكن اين السينما اليوم وكما السينما كذلك المسرح، فهما على الهامش فالمسرح العربي في حاجة الى شروط تؤهله للنجاح والاستمرار.