عناصر القوة الإيجابيَّة في مواقف المسلمين لنصرة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ
كتبه
خباب بن مروان الحمد
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد ألاَّ إله إلاَّ الله إقراراً به وتوحيداً ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، صلَّى الله عليه وعلى آله ، وصحبه وسلَّم تسليماً مزيداً أمَّا بعد:
إنَّ حديثي سينصبُّ حول استخلاص عناصر القوة والإيجابية في مواقف المسلمين في النصرة لرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ والتي رأيت أنَّها ـ ولله الحمد ـ كان لها ظهور ساطع ، وبارق لامع ، نتج إثر ما اقترفته الصحيفة الدنماركيَّة سيئة الذكر ، والتي تمخَّض من جرَّاء فعلها ، منافع كثيرة ، فربَّ ضارة نافعة ، وعلى نفسها جنت براقش ، وظهر أنَّ في الأمَّة الإسلامية خيراً كثيراً ، ما زال يتنامى ويتصاعد يوماً بعد يوم.
إنَّ حدث الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم سيُنسى يوماً ما ، ويبقى الأثر المستثمر منه والمتمثل؛ في جامعة عتيدة ، وقناة فضائية، ومقرر مدرسي، ومؤلف علمي، ومؤتمر سنوي، ومؤسسة عريقة ،كنتيجة طيبة للغضبة الإيجابية التي عمت العالم الإسلامي.
ولهذا فإنَّه يجب ألا تغلق الإساءة أعيننا عن اغتنام الفرصة، ويكفي أصحاب الرأي أن يتذكروا ما قاله _عليه الصلاة والسلام_ حينما هجاه بعض الكفار وقالوا عنه "مذمم" بدلاً عن "محمد" زيادة في الذم، فكان قوله _صلى الله عليه وسلم_ لصحابته الذين ساءتهم مقالة الكفار: " ألا تعجبون كيف يصرف الله عني أذى قريش وسبهم، هم يشتمون مذمماً وأنا محمد". أخرجه البخاري. فهم رسموا رسومات وهمية في أذهانهم ، وهي ليست -بلا شك- رسومات للنبي _ عليه الصلاة والسلام ـ ولهذا قال الله تعالى لمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّا كفيناك المستهزئين) فلن يضرَّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ما اقترفته أيدي الرسَّامين ، ولكنَّنا نقول : إنَّ ما وراء ذلك الحدث كان للمسلمين فيه دور كبير في نصرة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ذلك:
1ـ المقاطعة الاقتصادية من الشعوب الإسلاميَّة للدول التي أساءت لرسول الهدى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وقد قيل في المقولة الأمريكية :الذي في يده السلاح هو الذي يسن القوانين ، ومن هنا فقد استشعر المسلمون أنَّ بيدهم سلاحاً لا يستطيع أهل الكفر أن ينزعوه منهم لأنَّه متعلق بإرادتهم ، بل جعلت أوروبا (الرسمية) تقف على قدمها وتحاول معالجة القضية ، وبهذا صار للمسلمين موقف يحسب له أهل الكفر حساباً ، وأدَّت هذه المقاطعة إلى انتصار كبير نفسي للمسلمين ، وكسر لحاجز الخوف الذي زرعه الغرب فينا.
2ـ طباعة الكتب المعرفة بشخصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنها قيام مجلة البيان بمشروع سمَّته مشروع المحبة ) حيث سيطبع منه مليون نسخة ، من كتاب (محبة النبي وتعظيمه) للشيخين الفاضلين: عبدالله بن صالح الخضيري ، وعبداللطيف بن محمد الحسن .
3ـ إنشاء المواقع المعرفة بشخصه ، وإطلاق كثير منها ، إثر تلك الهجمة الشرسة على رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ مرافقة لكثير من الصفحات العديدة التي كانت مصاحبة لكثير من المواقع الإخبارية ، أو العلمية ، بل حتَّى في المنتديات كانت هناك صفحات عديدة تتحدَّث عنه ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ
4ـ هبَّات الشعوب الإسلامية هبَّة واحدة لنصرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان في ذلك خير كثير ، ولهذا فإنِّي أقول لنخبنا العلميَّة والفكريةَّ : ينبغي ألاَّ نحتقر الشعوب فهي القلب النابض بالإسلام ، بل هي مستودع الإسلام ، فقد بان أنَّ في الأمَّة الإسلاميَّة خيراً كثيراً ، وأنَّه لا يزال فيها ، من يتنفض لحرمات الله ، ويغار على دينه ، ويذبُّ عن حرمة الإسلام ، وصدق القائل:
إذا كان قلبي لا يغار لدينه***فما هو لي قلب ولا أنا صاحبه
5ـ كثرة المحاضرات والخطب ، والبدء بدروس علميَّة تشرح شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، وجميل خلقه ، وسيرته ، متزامنة مع ما كان يُشرح من قبل.
6ـ شعور كثير من المسلمين بالعزة ، وأنَّهم يستطيعون أن يصنعوا قراراً ، يستجديهم بعده الشرق والغرب ، بأن يخفِّفوا من غلواء غضبهم ، ويتركوا مقاطعة الدول التي أساءت لرسول الله.
7ـ هذه الهجمة الشرسة أشعرت المسلمين وخصوصاً أهل العلم بأهميَّة تفعيل قضية إنشاء رابطة عالمية للعلماء والمفكرين ، خالية من الثالوث الخطير الذي ينبغي عليهم أن يحذروا منه وهو البعد عن الحزبية ـ ترك التعصب للإقليمية ـ ألا يكون تابعاً لجهة رسمية) وتكون بدورها هذه الرابطة تدرس مستجدات المسلمين الراهنة ، وتردها لمنهاج الله ، ولعلَّ هذا المؤتمر يكون بداية تفعيل هذه القضيَّة.
8ـ محاولة كثير من المسلمين الانتهاج بنهج خير المرسلين ، واتباع سنته وتطبيقها ، وتوصية بعضهم لبعض بالحث على ملازمة ذلك.
9ـ الضغط الإسلامي على هذه القضية جعلها رأس القضايا في الإذاعات ، والوكالات الإخبارية.
10ـ عودة الكثير من المسلمين للهداية بفضل الله ، حين شعروا بقيمة دينهم ، وعلو نبيهم ،
11ـ إسلام بعض الكفار ، في بعض الدول الكافرة.
12ـ عرف كثير من المسلمين حقيقة عداوة الكفَّار لهم ، وحقدهم على دينهم ورسولهم ، وإرادة الشر والكيد بهم ، فازدادت قناعة كثير من المسلمين ببغض الكفار لهم ، ولا ننسى أنَّه تعالى قد قالإن الكافرين كانوا لكم عدوا مبيناً)
13ـ تصدي الكثير من المسلمين لبعض دعوات العلمانيين ، والرد عليها ، من قبيل قول بعضهم إنَّ هذه الرسوم من قبيل حرية الرأي فلا داعي لمعارضتها ، ومعارضة بعضهم للمقاطعة ، وقول بعضهم أن القضية أكبر من حجمها.
14ـ كانت تلك الإساءة لرسولنا ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ منحة للتعريف بدين الإسلام ، والسؤال عنه من قبل الكفَّار فقد أوردت وكالات الأنباء شراء كثير من الفرنسيين للقرآن الكريم بعد الأزمة الدنماركيَّة ، ولكم أن تعرفوا أنَّه خلال أسبوع واحد كانت نسخ القرآن التي اشتريت من قبل الفرنسيين 60 ألف نسخة ، ولعلَّ ذلك يكون سبباً في هدايتهم إلى هذا الدين الإسلامي العظيم ، وحينها نقول: على نفسها جنت براقش.
15ـ قيام بعض المؤسسات الإسلاميَّة بطباعة كثير من الكتب المعرِّفة بفضل الإسلام وبرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وترجمتها لعديد من اللغات كالانجليزية والفرنسية والدنماركية وغيرها.
16ـ مواقف بعض حكومات الدول الإسلاميَّة ؛ بسحب سفرائهم من الدنمارك ، واستدعاء سفراء الدنمارك ، وتبنِّي تبيين فضل رسول الله ، وسيرته .
17ـ المطالبة بمحاكمة جميع المجرمين بما فيهم رئيس تحرير تلك الصحيفة محاكمة عادلة ، وإيقاع العقوبة الرادعة بهم ، وفصل رئيس التحرير من تلك الصحيفة ، تنكيلاً به وإزراء عليه وعقوبة له.
18ـ المظاهرات العارمة التي عمَّت البلاد الإسلامية ، وكانت شعلة وهَّاجة ضدَّ من سبّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلم ـ
19ـ هذا الحدث بيَّن أنَّ المسلمين إذا اختاروا رأياً واتفقوا عليه فإنَّه بمقدورهم بإذن الله أن يكون لهم موقف سديد تجاه أعداء الدين ، لا يستطيعون زحزحتهم عنه ، أو ثنيهم عنه.
20 ـ بدء كثير من أصحاب الفكر والعلم بتبيين سيرة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخصوصاً أن كثيراً من الأوروبيين قد بيَّن لهم إعلامهم بأن رسول الله رجل إرهابي ودموي ، وقد أوصدت تلك الأنظمة الحاكمة على شعوبها في بلادهم وأقفلت عليهم بإعلامهم الذي يضلِّل هذه الشعوب، ويصف المسلمين بأنَّهم همجيون ، وليسوا ذوي أخلاق ومعرفة وعلم .
21ـ رسائل الاحتجاج التي وصلت للدنمارك وسفاراتها.
22ـ بدء بعض المنشدين الإسلاميين ، بإخراج أشرطة في فضائل النبي ، وتمدحه بالمدح المباح الذي لا يوجد فيه غلو ولا إجحاف.
23ـ الحوارات في الفضائيات ، والمقالات في الصحف ، التي انتشرت عقب الهجمة الشرسة على رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بتبيين سيرته ، وشمائل أخلاقه .
24ـ استقبال بعض الدعاة والأثرياء للأجانب الذي يرغبون في التعرف على الإسلام.
25ـ ضغط بعض المختصِّين على الدول المسيئة لرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ التي اشعلت الأزمة لسن قوانين تجرم إهانة العقائد السماوية ، لأنَّ هذه العقائد تستحق معاملة أفضل من القداسة التي يضيفها الغربيون على "السامية" اليهودية.
26ـ انكباب كثير من الشباب والفتيات على دراسة سيرة رسول الله ، وكتابة بحوث حول مقاطع من هديه ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ
27ـ كثير من مستخدمي الانترنت يرسلون رسائل بريدية في الدفاع والذب عن رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وتبيين سيرته سواء للمسلمين أو لغيرهم .
28ـ هناك الآلاف اليوم في أوروبا بالذات يقبلون على شراء الكتب التي تتحدث عن شخص النبي الكريم، وهذه طريقة قوية لجذبهم للإسلام.
29ـ أنَّ أي إنسان مسلم اليوم يشعر بأن نبيه أهمُّ إليه من حبل الوريد ، وإن مس بسوء ، فما نفع الحياة بعد ذلك ؟
30ـ فتح الباب أيضا لمناقشة جدوى ما يسمى " حوار الحضارات" إذا كانت الحضارة الأوروبية تعتبر أن من حقها إهانة سيد البشر لأن في ذلك حرية للتعبير عن رأيها ،وطرح الموضوع من خلال وجهات النظر المعاصرة ، والمصطلحات المتداولة دوليا، مثل: حوار الحضارات، واحترام الأديان والمقدسات وإدراجها ضمن منظومة حقوق الإنسان.
31ـ هذا الحدث بيَّن التآزر الخفي بين أهل الكفر ، حيث كان من نتائجه التي أعتبرها إيجابيَّة أنَّه كشف حقد الكافرين على المسلمين (أتواصوا به بل هم قوم طاغون) وأنَّهم لم يتجاوزوا ما قاله ـ عزَّ وجلَّ ـ :" بعضهم أولياء بعض" ففي فلسطين مثلاً بعد حادثة الدنمارك تكررت حوادث الإساءة لشخص الرسول الكريم، وقام اليهود بكتابة شعارات مهينة ضد النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ والإسلام، وقبل عدَّة أيام من تاريخ كتابة هذه الأوراق ، وقف الجنود على حاجز عسكري قرب القدس وقاموا بتوجيه الشتائم ضد شخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أمام المواطنين المحتجزين وأمام نواب في المجلس التشريعي.
32ـ هناك من ظن أن سيرة الرسول أصبحت مجرد مقررات تدرس ومعلومات تعيش رهينة الكتب ، وأن حبه أمر نتوارثه ونعايشه بحكم العادة ، وهذا أمر ثبت خطؤه.
33ـ الأطفال الصغار كان لكثير منهم أدوار إيجابية حتى في رفض أكل أي منتج دنماركي لسبهم لرسول الله.
34ـ أشعرت المسلمين بوجوب الرجوع للقرآن ، ودراسة آيات الولاء والبراء، وأن الكفار بعضهم أولياء بعض ، وتذكر مواقفهم تجاه سبِّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ
35ـ مناداة الكثير من أبناء المسلمين ألاَّ يكون هذا الفعل منهم مجرد رد أفعال بل منازلة وفعال، وأنَّ المسلمين بإمكانهم أن يصنعوا الحدث.
36ـ أنَّ المسلمين لم ينخدعوا بما يسمَّى اعتذارات وهمية صدرت عن الجريدة أو عن المجلة الدنماركية التي أساءت لرسول الله ، بل كان لديهم من الوعي الشيء الكبير.
37ـ ظهر استطلاع بيَّن أنَّ أكثر من ثلاثة أرباع الأردنيين يؤيدون استخدام سلاح النفط في حال تكرار الإساءة ، كما في استطلاع لمركز عالم المعرفة الأردني لاستطلاعات الرأي.
38ـ استغلال الدعاة والمفكرين والعلماء هذه الهجمة بتبيين فضل رسول الله ، وشيء من سيرته العطرة ، بل بدأ كثير منهم بدروس تخصه عليه السلام.
39ـ بعض المواقع الإباحية كان لها دور بالحث على المقاطعة ، ونصرة رسول الله ، وتاب كثير منهم إثر تلك الهجمة وأعلن ذلك في منتديات الإنترنت.
40ـ كثير من المسلمين أحسُّوا بالترابط ، والشعور بالجسد الواحد ، والوحدة فيما بينهم ، وتناسي الخلافات والحزبيات ومن ذلك هذا المؤتمر الرائع الذي ينم عن وحدة الأمة الإسلامية.
41ـ أن أمة الإسلام مهما يفعل لها أعداء الإسلام من الغزو الفكري إلاَّ أنَّهم لم ولن يصلوا إلى أساسها وفطرتها بالسوء لأن الله ناصرٌ دينه وحافظٌ لهذا القرآن والدين إلى يوم الدين.
42ـ شعر التجَّار بدورهم في هذه المقاطعة ، ولهذا فينبغي علينا إشعارهم بأنَّه كان لهم دور كبير وكبير جداً في بثِّ روح الموالاة لرسول الله ، وأنَّهم سيَّروا الشعوب المسلمة لمقاطعة الدول المسيئة لرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ .
43ـ إعلان بعض المواقع عن مسابقات للتأليف عن سيرة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ والكتابة في ذلك ، من قبيل المقالات ، أو البحوث والدراسات.
44ـ كانت هناك مواقف رائعة للغاية من بعض الصحافيين المسلمين ، حين دافع عن شخصيَّة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ، حين كان يتحادث مع رئيس تحرير تلك الصحيفة الدنماركيَّة، وعارضه بادعائه أنَّ تلك كانت من قبيل حريَّة الرأي ، ولهذا فينبغي علينا أن نثمِّر مواقف أولئك الصحافيين ، ونثمِّنها لهم ، ونشكرهم عليها.
45ـ أنَّ المقاطعة الاقتصادية للدنمارك والدول المسيئة للرسول ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ، أوجدت فكرة البديل في المنتج العربي المحلي ، بالاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي ، ومناداة الكثير من المسلمين بقولهمنأكل ممَّا نزرع ، ونلبس ممَّا نصنع) ، بل هذه المقاطعة أوضحت أهمية الاستقلال الاقتصادي لاسيما بعد تصريحات السفير الدنماركي بالجزائر، والتي يهزأ بها على المسلمين قائلاً: "كيف يقاطعون وهم لا ينتجون ! ".
46ـ توحد الصف باختلاف أطيافه المتنوعة ، وإن كان ـ في رأيي ـ توحداً وقتياً يحتاج إلى آليات لاستمراره ، والحقيقة أنَّ هذا التوحد الشعبي بين المسلمين ، ما كان له أن يظهر بهذه القوَّة إلاَّ لأنَّ من ورائه أثر العقيدة الإسلاميَّة ، وأنَّها هي التي تجمع المسلمين وتوحد صفوفهم.
47ـ التحرر من الاستعباد الداخلي والخارجي.
48ـ تنمية روح الإبداع والابتكار ، لدى الشعوب المسلمة في الوسائل العمليَّة في نصرة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ.
49ـ أظهر هذا الحدث مكامن القوة في الأمة التي يجب أن تستغل وتستثمر.
50ـ أطلَّ الإسلام من خلال هذه القضية على كثير من البقع الكونية التي كانت تجهل الإسلام وحقيقته.
51ـ وضع خطوط حمراء للمجتمع الغربي تجاه المسلمين ومعتقداتهم.
52ـ شعر المسلمون بشيء من الطمأنينة على رموزهم الإسلامية من خلال وقفتهم القويَّة والمشرِّفة.
53ـ تفكير الكثير من الإعلاميين ورجال الأعمال ، للبدء بإطلاق قناة فضائية ، تخصُّ الحديث عن رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وجميع ما يدور حوله.
54ـ مناداة بعض الأشراف الذين هم من ذريَّة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمقاضاة الصحيفة ، ورفع دعواهم للمحامين ليبدؤوا بها.
55 ـ تفكير كثير من النخب العلميَّة وأصحاب المال بإنشاء وتمويل أقسام للدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية ، التي ترحب بكل ممول، وتمنحه الحرية بتصرف أمواله.
56ـ إنشاء مواقع الكترونية باللغات الغربية للتعريف بسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعاليم رسالته.
57ـ إيجاد وسائل إعلامية ناطقة بلغات الغرب تكون قوية حتى توضح صورة الإسلام.
58ـ بدء بعض الإسلاميين بدعم حملات تعريفية بالنبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في الغرب، على أن تموِّلها جهات في الدول الإسلامية ، لكن تتولى تنفيذها المراكز والهيئات الإسلامية الغربية.
59ـ التبرع بجوائز علمية للكُتاب الذين يكتبون مؤلفات وبحوثاً عن النبي ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ باللغات الغربية ، يتنافس فيها الكتاب المسلمون الغربيون، ويتم نشرها على نطاق واسع.
60ـ تواصي كثير من الشعوب الإسلاميَّة بالدعاء على أولئك الظلمة الذين أساؤوا لرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ
61ـ الفطرة النقيَّة التي ظهر من خلالها غضبة الناس حتى من غير الملتزمين على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرغم من الهجمة الفكرية الشرسة على الأمة والغزو الإعلامي الصليبي والذي يبث على قنواتنا العربية.
62ـ القيام بالجانب الايجابي باتجاه الآخر وهو تنظيم مؤتمرات وورش عمل ، لغير المسلمين للتعريف بالرسول ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ .
63ـ رب ضارة نافعة ، فبعض المواقع المعرِّفة للنبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ باللغة الانجليزية ، لم تظهر إلاَّ بعد هذه الأزمة.
64ـ ظهور أصوات جديدة من الدعاة صغار السن ، وكتَّاب جدد لم يظهروا إلاَّ من خلال تلك الأزمة.
65ـ وضوح الأثر الإيجابي لوسائل الإعلام عند استخدامها في المجالات المهمة والقضايا الجوهرية في حياة الأمة.
66ـ كثرة الصلاة والسلام على رسول الله ، فالشعوب كلُّها تتواصى بذلك ، وأظنُّ أنَّ أكثر فترة مرَّت على البشريَّة بالصلاة على رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ هي هذه الفترة ، التي سبَّ فيها رسول الهدى ـ صلَّى الله عليه وسلًّم ـ فضجَّ المسلمون بالصلاة والسلام عليه ـ عليه صلاة الله وسلامه ، ما تعاقب الليل والنهار ، وجرت الأنهار ، وصدحت الطيور مغنية فوق الأشجار.
* ملاحظة : أصل هذا المقال ورقة عمل شارك بها الكاتب في مؤتمر البحرين ، لنصرة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ
صيد الفوائد