نعم ..... وليس هذا فحسب بل إن كل محظور شرعي لابد أن يكون له ضرر معين على الانسان سواء كان هذا الضررمادياً أو معنوياً . هذا ما أكدته دراسة هولندية . التي أجراها أحد المختصين على الطلاب الذين يختلطون بصورة دائمة بالطالبات . مفارنة مع طلاب لا يخالطون الفتيات . حيث وجد ذلك الباحث أن الطلاب المخالطين للفتيات بصورة دائمة يعانون من التشويش وضعف الذاكرة . وان تحصيلهم العلمي منخفض ، مقارنة مع أولئك الطلاب الذين لا لا يخالطون الفتيات بشكل كبير . وقول العلماء أيضاً أن المرأة المتبرجة الفاتنة الجمال تسبب تشويشاً وضعفاً للذاكرة أكثر من الفتيات الطبيعيات أو اللواتي لا يتفنن بالجمال وبأشكاله المذهلة المتنوعة . مما يؤكد حكمة الاسلام الجليلة في تحريم النظر الى النساء وتحريم التبرج والتغليظ على المتبرجات وزجرهن والتعنيف عليهن أذا أقدمن على هذا الفعل القبيح.
يقول الله تعالى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور/2 ، وقد جعل الله سبحانه وتعالى العين مرآة القلب ، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته ، وفي الصحيح ( أن الفضل بن عباس رضي الله عنهما دفع يوم النحر من مزدلفة إلى منى فمرت ظعن [أي : نساء] يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن ، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه إلى الشق الآخر ) . قال ابن القيم في "روضة المحبين" : هذا منع - أي للنظر إلى الأجنبيات- وإنكار بالفعل ، فلو كان النظر جائزاً لأقره عليه ، قال : وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة ، فالعين تزني وزناها النظر ، واللسان يزني وزناه النطق ، والرجل تزني وزناها الخطى ، واليد تزني وزناها البطش ، والقلب يهوى ويتمنى ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) . فبدأ بزني العين لأنه أصل زنا اليد والرجل والقلب والفرج . ونَبَّه بزني اللسان بالكلام على زنى الفم بالقُبَل . وجعل الفرج مصدقاً لذلك إن حقق الفعل ، أو مكذباً له إن لم يحققه . قال : وهذا الحديث من أبين الأشياء على أن العين تعصي بالنظر ، وأن ذلك زناها ، ففيه رد على من أباح النظر مطلقاً .
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال قبل ما يزيد عن أربعة عشر قرناً : " سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات , على رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت , العنوهن , فإنهن ملعونات, والبُخْتُ: نوع من الإبل.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : " خير نسائكم الودود , الولد , المواتية , المواسية , إذا اتقين الله , وشر نسائكم المتبرجات المتخيِّلات , وهن المنافقات , لا يدخلن الجنةَ منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم " [صحيح] , والغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين , وهو كناية عن قلة مَن يدخل الجنة مِن النساء , لأن هذا الوصف في الغِربان قليل .
وقال عليه الصلاة السلام أيضاً : " أَيُّما امرأةٍ وضعت ثيابها في غير بيت زوجها , فقد هتكت سِتْرَ ما بينها وبين الله عز وجل ". [صحيح] .
ويقول العلماء كلما كانت زينة المرأة وفتنتها أكبر كلما كان التأثر أكبر، ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن خلايا الدماغ التي تقوم بمعالجة المعلومات واتخاذ القرار تتأثر بحضور المرأة والنظر إليها والحديث معها. وركزت هذه الدراسة على موضوع الجاذبية والفتنة والتبرج. فالنظر إلى المرأة المتبرجة يفقد الرجل صوابه وبالتالي لا يتمكن من اتخاذ قرار صائب، على الأقل خلال وبعد النظر بفترة قصيرة حتى يزول التأثير
وقد اكتشف أيضاً عدد من العلماء المسلمين قاموا بدراسة عن تأثير النظر المحرم الى المرأة والتي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه أنها سهم من سهام ابليس. اكتشفوا أن إطالة النظر الى المرأة المحرمة يورث كثير من الامراض أولها تصلب الشرايين نتيجة الهيجان الذي تحدثه هذه النظرات، وكذلك ارتفاع ضغط الدم وبعض الاضطرابات النفسية التي لا تظهر إلا عند الكبر... وغير ذلك من الأمراض، وقد أراد الله تعالى أن يطهرنا ويزكينا، ولذلك قال: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27].
فاحذر أخي المسلم من النظر الحرام وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول :النظر سهم من سهام ابليس
يقول ابن القيم في كتابه ( الداء والدواء ) : النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته ، وفي غض البصر عدة منافع منها :
1- أنه إمتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم }
2- أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه الى قلبه .
3- أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية عليه ، فإن أطلاق البصر يفرق القلب ويشتته وبيعده عن الله ..
4- أنه يقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه .
5- أنه يكسب القلب نوراً ، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر ، فقال تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ..} ثم قال إثر ذلك { الله نور السماوات والأرض ...}
6- أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل ، فالله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس العمل ، فإن غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة
7- أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة ..
8- أنه يسد على الشيطان مدخله الى القلب فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها الى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي
9- أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والإشتغال بها
10- أن بين العين والقلب منفذاً وطريقاً يوجب إنفصال أحدهما عن الآخر ، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح .
أسأل الله تعالى أن يلهمنا العافية والقدرة على غض البصر وحفظ الجوارح . ,ان يدخل الايمان في قلوبنا لنجد حلاوة الانس بالله تعالى ومبته في قلوبنا . انه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
للمواصلة
Taiseralghoul@yahoo. com