فضيلة الشيخ ، ذكر في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - "إنما الأعمال بالنيات "
هل المقصود بذلك :
1-إنما كمال الأعمال بصحة النيات ، أي : لا كمال لعمل إلا بنية .
2-إنما صحة الأعمال بصحة النيات ، أي: لا صحة لعمل إلا بنية .
وجزيتم خيراً
الجواب/
الـنِّـيَّة تكون رُكنًا ، كما في نِـيَّة الدخول في الـنُّسُك في حج أو عمرة .
وتكون شَرْط صِحّة ، كما في سائر الأعمال ، مثل الصلاة والصيام ، فلا تصحّ إلاّ بِنية .
وتكون شَرْط كمال ، كما في أداء الزكاة ، وقضاء الديون ، فإن الزكاة لو أُخِذت من صاحبها من غير نية أجزأته ، ولا يُطالَب بأدائها مرة ثانية .
أما تقدير القول ، فقد قال ابن رجب رحمه الله :
وقد اختلف في تقدير قوله : " الأعمالُ بالنياتِ ؛ فكثيرٌ مِنَ المتأخِّرين يزعُمُ أنّ تقديرَه : الأعمالُ صحيحةٌ ، أو معتَبَرةٌ ، أو مقبولة بالنِّيَّاتِ ، وعلى هذا فالأعمالُ إنّما أُرِيدَ بها الأعمالُ الشَّرعيَّةُ المفتَقِرةُ إلى النِّيَّة ، فأمّا ما لا يفتقِرُ إلى النيّة ، كالعادات مِنَ الأكل والشرب ، واللبسِ وغيرِها ، أو مثل ردِّ الأماناتِ والمضمونات ، كالودائعِ والغُصوبِ ، فلا يَحتَاجُ شيءٌ من ذلك إلى نِـيَّة ، فيُخَصُّ هذا كلُّه من عمومِ الأعمال المذكورة هاهُنا .
وقال آخرون : بل الأعمال هنا على عُمومها ، لا يُخَصُّ منها شيء .
وحكاه بعضُهم عن الجمهور ، وكأنَّه يريدُ به جمهورَ المتقدِّمين ، وقد وقع ذلك في كلام ابن جريرٍ الطَّبَريِّ ، وأبي طالبٍ المكِّيِّ وغيرِهما من المتقدِّمين ، وهو ظاهرُ كلامِ الإمام أحمدَ .
وعلى هذا القول ؛ فقيل : تقديرُ الكلام : الأعمال واقعة ، أو حاصلةٌ بالنِّيَّاتِ، فيكونُ إخبارا عن الأعمالِ الاختيارية أنّها لا تقعُ إلاّ عَنْ قصدٍ مِنَ العاملِ وهو سببُ عملها ووجودِها .
ويحتمل أن يكون التَّقدير في قوله : " الأعمال بالنيات " : الأعمالُ صالحةٌ ، أو فاسدةٌ ، أو مقبولةٌ ، أو مردودةٌ، أو مثابٌ عليها ، أو غير مُثاب عليها ، بالنيات ، فيكونُ خبرا عن حُكمٍ شرعي ، وهو أنَّ صلاحَ الأعمال وفسادَها بحسب صلاحِ النِّياتِ وفسادِها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد