بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (...وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) .
[center]أحمده سبحانه واشكره ***ومن مساوئ عملي أستغفره
وأستعينه على نيل الرضا*** وأستمد لطفه فيما قضى
وأستعينه على نيل الرضا*** وأستمد لطفه فيما قضى
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين أجمعين .
أما بعد ...
أماه عذراً..فماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال ، لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع ؟! أما بعد ...
أماه عذراً..فماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال ، لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف ؟
حاولت أن أكتب فيك شعراً.. فطأطأ الرأس وقام معتذراً ، وحق له أن يعتذر، فكيف يمدح العظماء وليس إليه سبيل ؟
ومن أين يأتي بالمعاني ، وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أمـاه عـذراً إذا ما الشعــر قـام على ***سـوق الكســاد ينـادي مـن يواسيني
مـالـي أراه إذا مـا جئـت أكتبـــه *** نـــاح القصيـدُ ونـوح الشعر يشجيني
حــاولـت أكتـب بيتـاً في محبتكـم*** يا قمـــة الطهـر يا مـن حبكـم ديني
فأطـرق الشـعـر نـحوي رأسه خجلاً *** وأسبـل الـدمـع مـن عينيـه في حينِ
أتدرون من أمي..؟مـالـي أراه إذا مـا جئـت أكتبـــه *** نـــاح القصيـدُ ونـوح الشعر يشجيني
حــاولـت أكتـب بيتـاً في محبتكـم*** يا قمـــة الطهـر يا مـن حبكـم ديني
فأطـرق الشـعـر نـحوي رأسه خجلاً *** وأسبـل الـدمـع مـن عينيـه في حينِ
وقـال عــذرا فإنّـي مسـني خورٌ *** شـحّ القصيـدُ وقـام البيـتُ يـرثيـني
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي صلى الله عليه وسلمالتي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم فيالدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين؛ قال تعالى: " وأزواجه أمهاتكم"
أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..فأيها أبدأ..؟!
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها؟..
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
إن القلب حين يفيض محبة لأمه ، فهذا دليل نقائه ، وعندما يمتلئ غلاً لها فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه .
ولأنها أمي وأمكم سأذكر جوانب من سيرتها وهذا حق الأم على الأبناء البررة. فلماذا يفخر الفجار بالكفار ؟ والزنادقة بالملحدين؟ ولا نفخر بأساس الطهارة وعنوان العفة المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي .
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحين سئل:"من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة ، قالوا : من الرجال ؟ قال : أبوها " وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبًا.
وكان خبر حبه صلى الله عليه وسلم لها أمراً مستفيضاً ، حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقرباً إلىمرضاته ، فقد جاء في الحديث الصحيح : " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، فاجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلىأم سلمة ، فقلن لها : إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان . فذكرت أم سلمة له ذلك ، فسكت فلم يردّ عليها ، فعادت الثانية ، فلم يرد عليها ، فلما كانت الثالثة قال: " يا أم سلمة ، لا تؤذيني في عائشة ، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي ، وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها.
وهي التي أقرأها جبريل عليه السلام السلام قال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة: هذا جبريل و هو يقرأ عليك السلام.قالت: وعليه السلام ورحمة الله ، ترى مالا نرى يا رسول الله" فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟ وهل يسلم إلا على مطهرة نقية اختارها الله زوجة لنبيه؟ فهل من متفكر ؟!
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه ، فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي".
وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسرُّ بقربها ويعرف رضاها من سخطها ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ،وإذا كنت عليَّ غضبى قالت: وكيف يا رسول الله؟ قال : إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد وإذا كنت عليَّ غضبى قلت : لا ورب إبراهيم قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك".
وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها.. أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب.ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه .
فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذِّب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض والذين ارتابوا . أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحبُّ من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم –لا سيما عائشة –أحب أزواجه إليه . رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع .
هذاومن عقيدتنا أن عائشة مطهرة ومن قول أهل الكذب والبهتان مبرأة ولا نشك بأن الله جل وعلا لا يمكن أن يجعل تحت نبيِّه إلا مطهرة عفيفة مصونة .
هذامن صميم عقيدتنا..ومن زعم في عائشة غير هذا مما رماها به أهل البهتان.كرأس المنافقين عبد الله بن أبيّ بن سلول ووارثيه إلى هذا الزمان .كرميهم لها بالفاحشة .فهذا كافر بإجماع المسلمين"وغداً عند ربهم يجتمعون فيقتص المظلوم ممن ظلمه فيا ويح من كان خصمه محمد صلى الله عليه وسلم.." فالله الموعد..
اللهم إني أشهِدك أني أحب عائشة رضي الله عنها وأتقرب إليك بهذا الحب وأعدّه أرجأ أعمالي وأسألك حسن الجزاء الذي يليق بك .
هذا ومن فضائل أمنا عائشة رضي الله عنها مايلي :
قال أبو موسى رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط ، فسألنا عائشة ، إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت مُوقرةً من الصحابة..يعرفون لها قدرها وعلمها ومنـزلتها بين الناس نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر؛ فقال له عمار: أغرب مقبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عمار:" إنها لزوجة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة"
أشهد بالله إنها لزوجته.
وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال : حدثتني الصديقة بنت الصديق ، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات .
وقال معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها من أحسن الناس رأياً في العامة قال الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
وقال مصعب بن سعد: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف..عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .فما بال أقوام عميت أعينهم..وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها ؛ فهل مثلها تخفى شمائله وطيب خصاله؟
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى تبقى في قلوبنا ريبة نحوه ولا نستشعر حبه؟!
أما إنه لا ينكر فضلها وزنة عقلها وطهارة قلبها وأنها حطت في الجنة رحلها لاينكر ذلك إلا منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء.." أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا"
وحين أكتب عن ورع أم المؤمنبن – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفها من خالقها تتلاشى عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذٍ المعاني خجلاً أن تدرك بلوغ الثناءالذي يليق بها..
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئاً- وهيَ من هيَ –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تودّ سماعه مخافة الفتنة..
"جاءابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن ؛ فقيل لها : هذا ابن عباس يستأذن ، قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته ، فقال عبد الله: يا أمّه..إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودِّعك ويسلم عليك .
قالت:فأْذن له إن شئت قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري فو الله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا أنتفارق روحُك جسدك
كنت أحبَّ نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن يحب إلا طيباً،سقطت قلادتك ليلة الأبواء ،وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها؛فأصبح الناس ليس معهم ماء ، فأنزل الله :" فتيمموا صعيداً طيباً" فكان ذلك من سببك ، وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات ، فأصبح ليس مسجدٌ يذكرُ فيه اسم الله إلابراءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسياً منسياً".
رضي الله عنها رضي الله عنها رضي الله عنها وأرضاها
فو الله لقد حاولت لأن أزيد في الكلام عنها غير أن الحديث تلاشى والمعاني هربت خوفا من أن لا تؤدي حقها رضي الله عنها .
فيارب اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك
[/center]