ضوابط التعامل مع السنة النبوية
ثالثا: الأحكام التي جاءت بها السنة
تضمنت السنة النبوية ثلاثة أنواع من الأحكام بالنسبة للقرآن الكريم وهي:
1. أحكاما موافقة ومؤكدة لما جاء في القرآن:
مثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) [متفق عليه] ، يؤكد ما ورد في القرآن في مثل قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [ سورة النور، الآية 56].
2. أحكام مبينة وشارحة لما جاء في القرآن:
وهي على ثلاثة أوجه:
أ. بتفصيل مجمله: مثل تفصيل السنة العملية لكيفية أداء الصلاة.
ب. بتخصيص عمومه: مثل قصر الميراث على غير ورثة الأنبياء، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة) [تفسير الرازي].
ج. بتقييد مطلقه: مثل تقييد حديث سعد بن أبي وقاص: (جاءني الرسول صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: يا رسول الله قد بلغ مني الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي؟ فقال: لا فقلت: فبالشطر يا رسول الله؟ فقال: لا، فقلت: بالثلث فقال: الثلث والثلث كثير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من تدعهم عالة يتكففون الناس) رواه مسلم.
لمطلق الوصية في قوله تعالى ﴿...مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ...﴾ [سورة النساء، الآية 12]
3. أحكام جديدة لم ترد في القرآن:
طبقا لقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [سورة النجم، الآيتان 3-4] ومثال ذلك: توريث الجدة السدس، وتحريم الذهب والحرير على الرجال.
رابعا: ضوابط التعامل مع السنة النبوية
1. الإستيثاق من ثبوت السنة النبوية وصحتها وفقا للموازين العلمية الشاملة للسند والمتن.
2. ضرورة فهم النص النبوي وفق دلالات اللغة العربية وفي ضوء سياق الحديث وسبب وروده، أخذا في الاعتبار قاعدة [العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب].
3. جمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد.
4. فهم النصوص في ضوء المقاصد الكلية للشريعة.
5. رد المتشابهات إلى المحكمات، والظنيات إلى القطعيات، والجزئيات إلى الكليات.