منذر عبدالله
مصر!!!
ماذا يجري في مصر؟
حين بدأت الثورة هناك كان النظام ومعه سيدته أميركا في ورطة, كيف يواجهون الثورة وكيف يحتوونها.
وجدوا ضالتهم في الاخوان والسلفيين "المودرن".
عرض الأميركان على الاخوان تسوية تقضي بأن يدخلوا مؤسسات الدولة من مجلس شعب وشورى وحكومة ورئاسة ولكن طبعا دون أن يمسكوا بمفاصل الدولة فعلا.
وقضى الاتفاق أن يتنازل الاخوان عن الدعوة الى تطبيق الشريعة كليا وأن يلتزموا بالسلام مع يهود وأن يكونوا تبع ومنفذين للسياسة الأميركية وبأن لا تطهر الدولة من الفساد ولا مؤسساتها الأمنية من رجالات النظام ولا يعمل على إعادة المليارات المنهوبة في سويسرا وغيرها والتي تزيد عن المائة مليار دولار, وبأن لا تجري محاكمات حقيقية للمجرمين قتلة الثوار وخاصة ضباط الداخلية المجرمين.
هذا الأمر جعل الاخوان يحملون كل التبعات والأوزار السياسية والشرعية دون أن يحققوا أية حل أو تقدم ملموس, وهذا جعلهم في مواجهة الشعب بدل أن يكونوا في صفوفه بل في مقدمته.
تمكن الأميركان من أن يخدعوا الاخوان الذين ظنوا أنهم عباقرة في السياسة...جعلوهم يتخلوا عن كل وعودهم وشعاراتهم وبالتالي يبتعدوا بذلك عن قاعدتهم وشعبهم بشكل عام وفي نفس الوقت أدخلوهم في سلطة ونظام فاسد دون أن يمكنوهم منه, حيث أن الجيش والداخلية والاعلام والقضاء مازال بيد أميركا ورجالات النظام السابق.
هذا يعني أن الاخوان قد تخلوا عن مبدأهم ودعوتهم, ثم إبتعدوا عن شعبهم وظهر للناس إلتوائهم وأنتهازيتهم, من أجل ماذا؟!!! من أجل سلطة آثمة فاسدة غير مضمونة ولا مستقرة ولا تؤدي إلا الى غضب الله وسخط الناس.
الأميركان جعلوا الاخوان يتركوا الأرض الصلبة التي كانوا يقفون عليها حين كانوا مع دينهم وشعبهم, ليقفوا على طرف جرف حادا جدا, لا تستطيع أن تُثَبت وقفتك ولا تستطيع أن ترجع الى أرضك بعد أن سُحب البساط من تحتك.
هل يستحق هؤلاء الذين لم يثبتوا على دين ولم يفهموا في سياسة أن يقودوا أمة؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما هو الحل والمخرج؟
الحل أن يتدارك الاخوان إنحرافهم التاريخي ويعترفوا بذلك ويعودوا الى ربهم ويصارحوا شعبهم بما إرتكبوه من خطايا سياسية ثم ليلتحموا معه وليعملوا على قيادته بصدق وإخلاص بعيدا عن أي مراوغات ومساومات وأن يعلنوها مدوية أن الحكم لله ولا سبيل الى تحقيق ذلك إلا بخلافة على منهاج النبوة.
حينها يكون الله وليهم وناصرهم وهذا يكفيهم ولكن سيكون الجزء الأكبر من أهل مصر الكنانة وبقية المسلمين معهم في مواجهة شاملة من أجل حكم الله وليس من أجل مصالح الجماعة التافهة والموهومة.
الا هل بلغت! اللهم فأشهد
منذر عبدالله