ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : نشرت جريدة ( ... ) ســــؤالا مضمونه أن
صحابيا طلب من الرسول صلى الله عليــه وسلـم أن
يدعوا الله أن يرزقه مالا ، فلما صار غنيا أرسل إليه
الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة ،فلم
يخرج الزكاة ، ولما توفي الرسول صـلى الله علـيه
وسلم أرسل هذا الصحابي بالزكاة إلى أبي بكر فلــم
يقبلها وفي عهد عمر أرسل الصحابي الزكاة إلـــى
عمر فلم يقبلها ، ثم مات في عهد عثمان .
ما قصة هذا الصحابي؟وهل هي حقيقة وبالتالي أفلا
يجب إصدار فتوى عبر العالم لتكذيبها أو تأكيدها ؟
الجواب : ثعلبة بن حاطب ، ويقـال : ابن أبي حاطب
الأوسي الأنصاري ، أحد أصحاب رسـول الله صلـــى
الله عليه وسلـم ، شهد بدرا وأحدا ، وهو رضي الله
عنه بريء مما نسـب إليـه من أنه جاء إلى النـبــي
صلى الله عليه وسلم فسأله أن يدعو الله له بالمال
فدعا لـه صــلى الله عليـه وسلم فأغناه الله فمنع
الزكاة فنزلت فيه آية التوبة .
وهــذه القصــة رواهــا الطبـــراني فـــي ( المعـجـــم
الكبير 8 \260 رقم 7873 ) من طريق معان بـــن
رفاعة عن علي بن يزيد الإلهاني ، عـن القاسم بن
عبد الرحمن ، عن أبي أمامة : أن ثعلبة بن حاطب
فذكرها .
ومن طريقه ساقهـا ابـن جرير في ( التفسير ) وفــي
( التاريخ ) ومن بعده عيال عليـه في سياقها مطولة
ومختصـرة في سبب نزول قول الله تعالى ( وَمِنْهُـم
مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ ) الآية .
ومنـهم من ساقها وسكت عن إسنادها مثل ابن كثير
رحمه الله تعالى في(تفسيره)، ومنهم من تكلم عليها
بعدم صحتها منهم القرطبي في ( تفسيره8\209 )
وقال ( ثعلبة بدري مقارب ، وممـن شهــد الله لــــه
ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإيمان ، فما روي
عنـه غير صحيح ) . ونقل عن ابن عبد البر أنها
لا تصح .
وقـال البيهــقـي في ( دلائل النبوة ) فـي إسناد هذا
الحديث نظر ، وهو مشهور بين أهل التفسير .
وقال ابن حجـر في ( الإصابة ) ( وفي كون صاحـب
هذه القصة - إن صح الخبر وما أظنه يصح - هــــو
البدري المذكور نظر .. وقد ثبت أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال " لا يدخل النار أحـد ممن شهد بدرا
والحديبية "وحكى عن ربه تعالى أنه قال لأهل بدر
« اعملوا ما شئتم فقد غفــرت لكم » . فمن يكون
بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا فـي قلبه ، وينزل
فيــــه ما نزل ؟ فالظاهر أنه غيره والله أعلم ) ا هـ
( 1\198 ). وقال في ( تخريج أحاديـث الكشاف )
هـذا إسنــــاد ضعيف جدا . وقــــال في ( الفتح ) :
( جزم ابـن الأثير في ( التاريخ ) بأن أول فـــرض
الزكـاة كان في السنة التاسعة . . . وقوى بعضهم
ما ذهب إليه ابن الأثير بما وقع فــي قصة ثعلبة
بن حاطب المطولة . . . لكنــــه حديث ضعيف
لا يحتج به ) .
وحكم ببطلانها ابن حزم في (المحلى 11\207-208)
وقال الذهبي في ( تجريد أسماء الصحــابة 1\66 )
في ترجمة ثعلبة ابن حاطب وبعـــد أن أشـــار إلى
هذه القصة ( ذكروا حـديثــا منكرا بمرة ) .
ثم ساقها الطبري في ( تاريخه 3 \ 124 ) عن ابن
عباس بسند مسلسل ببيت العوفيين عـــن محمد بـن
سعد العوفي ، عن أبيه عن عمه عن أبيه عن عمه
عن أبيه : عطية بـن سعد العوفي ،وعطية ضعيف.
والخـلاصـة : أن هذه القصة لا تصح ، وفــي متنهـا
ما يردها ، فــإن هدي النبي صلى الله عليــه وسلــم
أخذ الزكاة مـن مانعـها بالقــوة مــع تعزيره عــــلى
منعها ، فقـد صح عنه صلى الله عليــه وسلــم مــن
حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه صلى الله
عـليه وسلم قال « في كل سائمة إبل في كل أربعين
بنت لبون لا تفرق إبل عـــن حسابها مـــن أعطاها
مؤتجـرا بهـا فله أجرها ، ومن منعها فإنا آخـذوها
وشطر ماله عزمة مـن عــزمات ربنـا عـز وجل ،
ليس لآل محمد صـــلى الله علـيــه وسلــم منهـــا
شيء » رواه أحمد وأبو داود والنسـائي .
والذي في القصة يخالف هذا الهدي ، فـــهــي إذا
باطلة سندا ومتـنا . وبالله التوفيق وصـلى الله
على نبيــنا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتــاء
الشيخ بكر أبو زيد ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
الشيخ عبد العزيز بن باز
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 2 ، الجزء : 3 ، الصفحة : 161 ،
الفتوى : 18091
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : نشرت جريدة ( ... ) ســــؤالا مضمونه أن
صحابيا طلب من الرسول صلى الله عليــه وسلـم أن
يدعوا الله أن يرزقه مالا ، فلما صار غنيا أرسل إليه
الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة ،فلم
يخرج الزكاة ، ولما توفي الرسول صـلى الله علـيه
وسلم أرسل هذا الصحابي بالزكاة إلى أبي بكر فلــم
يقبلها وفي عهد عمر أرسل الصحابي الزكاة إلـــى
عمر فلم يقبلها ، ثم مات في عهد عثمان .
ما قصة هذا الصحابي؟وهل هي حقيقة وبالتالي أفلا
يجب إصدار فتوى عبر العالم لتكذيبها أو تأكيدها ؟
الجواب : ثعلبة بن حاطب ، ويقـال : ابن أبي حاطب
الأوسي الأنصاري ، أحد أصحاب رسـول الله صلـــى
الله عليه وسلـم ، شهد بدرا وأحدا ، وهو رضي الله
عنه بريء مما نسـب إليـه من أنه جاء إلى النـبــي
صلى الله عليه وسلم فسأله أن يدعو الله له بالمال
فدعا لـه صــلى الله عليـه وسلم فأغناه الله فمنع
الزكاة فنزلت فيه آية التوبة .
وهــذه القصــة رواهــا الطبـــراني فـــي ( المعـجـــم
الكبير 8 \260 رقم 7873 ) من طريق معان بـــن
رفاعة عن علي بن يزيد الإلهاني ، عـن القاسم بن
عبد الرحمن ، عن أبي أمامة : أن ثعلبة بن حاطب
فذكرها .
ومن طريقه ساقهـا ابـن جرير في ( التفسير ) وفــي
( التاريخ ) ومن بعده عيال عليـه في سياقها مطولة
ومختصـرة في سبب نزول قول الله تعالى ( وَمِنْهُـم
مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ ) الآية .
ومنـهم من ساقها وسكت عن إسنادها مثل ابن كثير
رحمه الله تعالى في(تفسيره)، ومنهم من تكلم عليها
بعدم صحتها منهم القرطبي في ( تفسيره8\209 )
وقال ( ثعلبة بدري مقارب ، وممـن شهــد الله لــــه
ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإيمان ، فما روي
عنـه غير صحيح ) . ونقل عن ابن عبد البر أنها
لا تصح .
وقـال البيهــقـي في ( دلائل النبوة ) فـي إسناد هذا
الحديث نظر ، وهو مشهور بين أهل التفسير .
وقال ابن حجـر في ( الإصابة ) ( وفي كون صاحـب
هذه القصة - إن صح الخبر وما أظنه يصح - هــــو
البدري المذكور نظر .. وقد ثبت أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال " لا يدخل النار أحـد ممن شهد بدرا
والحديبية "وحكى عن ربه تعالى أنه قال لأهل بدر
« اعملوا ما شئتم فقد غفــرت لكم » . فمن يكون
بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا فـي قلبه ، وينزل
فيــــه ما نزل ؟ فالظاهر أنه غيره والله أعلم ) ا هـ
( 1\198 ). وقال في ( تخريج أحاديـث الكشاف )
هـذا إسنــــاد ضعيف جدا . وقــــال في ( الفتح ) :
( جزم ابـن الأثير في ( التاريخ ) بأن أول فـــرض
الزكـاة كان في السنة التاسعة . . . وقوى بعضهم
ما ذهب إليه ابن الأثير بما وقع فــي قصة ثعلبة
بن حاطب المطولة . . . لكنــــه حديث ضعيف
لا يحتج به ) .
وحكم ببطلانها ابن حزم في (المحلى 11\207-208)
وقال الذهبي في ( تجريد أسماء الصحــابة 1\66 )
في ترجمة ثعلبة ابن حاطب وبعـــد أن أشـــار إلى
هذه القصة ( ذكروا حـديثــا منكرا بمرة ) .
ثم ساقها الطبري في ( تاريخه 3 \ 124 ) عن ابن
عباس بسند مسلسل ببيت العوفيين عـــن محمد بـن
سعد العوفي ، عن أبيه عن عمه عن أبيه عن عمه
عن أبيه : عطية بـن سعد العوفي ،وعطية ضعيف.
والخـلاصـة : أن هذه القصة لا تصح ، وفــي متنهـا
ما يردها ، فــإن هدي النبي صلى الله عليــه وسلــم
أخذ الزكاة مـن مانعـها بالقــوة مــع تعزيره عــــلى
منعها ، فقـد صح عنه صلى الله عليــه وسلــم مــن
حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه صلى الله
عـليه وسلم قال « في كل سائمة إبل في كل أربعين
بنت لبون لا تفرق إبل عـــن حسابها مـــن أعطاها
مؤتجـرا بهـا فله أجرها ، ومن منعها فإنا آخـذوها
وشطر ماله عزمة مـن عــزمات ربنـا عـز وجل ،
ليس لآل محمد صـــلى الله علـيــه وسلــم منهـــا
شيء » رواه أحمد وأبو داود والنسـائي .
والذي في القصة يخالف هذا الهدي ، فـــهــي إذا
باطلة سندا ومتـنا . وبالله التوفيق وصـلى الله
على نبيــنا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتــاء
الشيخ بكر أبو زيد ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
الشيخ عبد العزيز بن باز
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 2 ، الجزء : 3 ، الصفحة : 161 ،
الفتوى : 18091
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول